أين وصل الربيع العربي؟

أين وصل الربيع العربي؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه

قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ 146 ال عمران، من صفات المسلمين الصبر والثبات على ما أصابهم في سبيل الله وطاعته، و تبليغ الإسلام ونشره والجهاد في سبيل الله والمحافظة على دين الله، وأسوتهم الأنبياء والصالحون من أهل الإيمان الصادقين الربانيين، وهم عباد الله المخلصون في طاعتهم لله وحسن عبادته وتنفيذ أمره، هؤلاء ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ ﴾ ما ضعفت قلوبهم ولا خارت عزيمتهم ولا وهنت قوتهم وأبدانهم ولا إستكانت نفوسهم،أي ما ذلت وخنعت لعدوهم، وتركوه يتحكم بهم وينفذ غايته ويخدموه وينتظروا فضله ورضاه، بل وطنوا أنفسهم وشحذوا عزيمتهم على رد عدوهم ومحاربته ودفعه عن بلادهم، وصبروا على ما أصابهم من عنت و قتل ومشقة ومعاناة.

وقال الله تبارك وتعالى:﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ﴾ (29 ( الفتح.

﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ ﴾ﷺ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ هم المسلمون المؤمنون من أمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومن كل مكان وعلى مر العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صفاتهم التي لا تفارقهم وتميزهم عن غيرهم وتتمثل بهم أنهم ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾، لا يوالونهم ولا يطيعونهم ولا يركنوا إليهم ولا يأمنوا جانبهم، فالكفار  يناصبون المسلمين العداوة والبغضاء ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمه،﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾ ولو كانوا أبناءهم أو آباءهم أو عشيرتهم، و ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ  ﴾ فهم إخوة في الدين والعقيدة  على إختلاف لونهم وجنسهم والبلاد التي أتوا منها، طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ تصهرهم في بوتقة الإيمان فيصبحوا في دين الله إخوانا وإيمانهم بالله ورسوله يحتم عليهم   تنظيم شؤون  حياتهم بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ويرحم بعضهم بعضا تكافلا ورعاية وإيثارا على النفس،﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ  ﴾ كناية عن طاعتهم الله ورسوله ﷺ بإقامة دينه وتنفيذ أمره والإنتهاء عن نهيه  فأنت لا تراهم إلا في طاعة لله ورسوله ﷺ.

 هذه من صفات المسلمين فرادى وصفاتهم كأمة تعيش الإسلام في واقع حياتها في مجتمع إسلامي تحكمه العقيدة الإسلاميه في دولة إسلامية تحكم الناس بكتاب الله وسنة رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، و تهيئ هذه الدوله المحيط والبيئة والمجتمع الإسلامي الذي يستطيع الناس العيش به ضمن الشريعة الإسلامية، وتحت ظلها  بتحقق العدل والإنصاف للناس وتمكنهم من العيش بأمن وأمان الإسلام.

فإن تخلفت هذه الصفات، يكون الأمر جلل والحال مختل، والحياة نكدا ضنكا، وظلما وإستبدادا وضياعا وفرقة وتشرذما،  ويتسلط عدوهم على رقابهم كما هو حال المسلمين اليوم ومنذ تنحية السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله عن الحكم في سنة 1908، وتحكم الإتحاديين القوميين الأتراك والعرب في مصير الدولة العثمانية الى ان تم إسقاطها والعمل جهارا نهارا مع الإنجليز من قبل الشريف حسين بن علي وعبد العزيز بن سعود ومصطفى كمال اتاتورك، الذين كان لتعاونهم مع الكفار الإنجليز، اليد الطولى في محاربة الإسلام، و إنتاج هذه  الأوضاع المزرية التي تعم بلاد المسلمين هذه الأيام.

إن الشر الجاثم على صدور المسلمين منذ سقوط الدولة الإسلامية منذ أكثر من مئة عام تقريبا  لا يستهان به، فقد عمّر وعشش في بلادنا،و حكم الكفار بلادنا مباشرة وغير مباشرة، وصنعوا هياكل دويلات – إدارات إستعماريه – وجاءوا بنخبة خائبة طائعة لهم وحكموا من خلفها،تضمن للغرب مصالحه ونهب خيرات الأمة، وإبقاءها تابعة ذليلة مستباحة له، وأنتجت هذه النخب الحاكمة واقعا فاسدا، بلغ فساده مبلغا لا يطاق،لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمه،فقام الناس منذ بضع سنين  يتحدون هؤلاء الظلمة وما يمثلون من أنظمة فاسدة ظالمة قائمة على النظام الرأسمالي الإستعماري،  فجوبهوا بالقتل والتنكيل وبالسجن والقهر وكتم الأنفاس، وبما يفوق التصور من البطش والأذى، كانت سمة هذه الحركات الجماهيرية هي التصدي للقهر والظلم والفساد، وإرادة التغيير، لكن دون أن تنقاد لمشروع سياسي تغييري جذري شامل، لم تتفكر في البديل المطلوب الذي يضمن لها أن تتغير أوضاعها تغييرا حقيقيا منتجا!

إن عدم الوعي عند الناس يتمثل، بعدم معرفتهم أن التغير الجذري لا يتم بتغير الأشخاص فحسب بل لا بد من تغيرهم وتغير النظام الذي جاء بهم من أساسه، بأنظمته وقوانينه ومقاييسه وأفكاره والأشخاص الذين يمثلونه ويطبقون أنظمته وقوانينه وفلسفته، مما جعل من السهولة إيقاعهم في أحابيل حلول ترقيعية لا تغير من واقعهم شيئا، كدعوتهم للدولة المدنية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، وجميع هذه الشعارات الوهمية غير الإسلامية، وهي شعارات زائفة منبعثة من الثقافة الرأسمالية، التي غزى بها الاستعمار بلادنا وحكمنا بها هو وعملاؤه منذ أكثر من مائة عام، فما الجديد الذي يمكن أن تجلبه لنا هذه الشعارات  والكافر المستعمر حريص أشد الحرص على ألا يخرج هو ولا ثقافته من بلادنا مهما كلفه الأمر، وحيثما تم قبول هذه الحلول الترقيعية كانت الكلفة باهظة جدا: مزيدا من إهراق دماء المسلمين وتخريب بلادهم ونهب خيراتهم، كما نشاهد ما يحصل في مصر والعراق وسوريا وليبيا واليمن، لا يقبل الكافر المستعمر بخروجه من البلاد مهما كان الثمن، حتى لو أبادنا عن بكرة أبينا !

إن تغير أشخاص  الحكام لا يعدو أن يكون، إلا مثل تغير دابة المعصرة التي تدير الرحى، فحين تهرم يبدلها قيِّم المعصرة، وتبقى الرحى تدور بدوران الدابة الجديدة، والرحى هنا هو النظام المطبق على الناس، والدابة هو الحاكم العميل للغرب، و في حالنا لا بد من تغير النظام الرأسمالي، ومن يطبقه علينا ومن يدعمه ويسعى لبقائه في بلاد المسلمين.

فلا بد من شحذ الهمة، والعمل لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الدولة الإسلامية التي تحكم حقا وصدقا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بدون مداهنة ولا مداورة ولا تدرج ولا مشاركة في حكم، لا يحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

لقد كانت إنتفاضة المسلمين في تونس  لحظة  فارقة، حركت المسلمين ونبهتهم إلى ما هم فيه من ضياع، و أصابت المستعمر الكافر المتحكم بمصير المسلمين بالهلع والإرتباك، وقد تحركت الشعوب العربية الإسلامية على غفلة من الكفار  بدون ترتيب منه ولا علم له بما يحدث، فرأت أمريكا أن خلعها من بلاد المسلمين قاب قوسين أو أدنى، فأذهلها ما يحدث، فاتخذت اتجاه المسلمين، سياسة حافة الهاوية، بهدم كل بناء وقتل كل بنان، فدفعت عملاءها لقتل المسلمين والتمثيل بهم، وهتك أعراضهم في مصر وسوريا وليبيا واليمن، بسابقة لم تحدث إلا من الصليبين والمغول والإسبان حين ضعُف المسلمون وكاد يذهب ريحهم.

ومنذ أن أسقطت دولة الخلافة، وأقصيت الشريعة الإسلامية عن الحكم، غاب المسلمين عن الصراع الفعال مع عدوهم، إلى أن جاء الربيع العربي، وأظهر القوى المتصارعة على بلاد المسلمين  وهي:

– أولا: المسلمون: وهم عامة المسلمين والجماعات والأحزاب الإسلامية – الإسلام السياسي على اختلاف تياراتهم الفكريه –.

– ثانيا: العلمانيون من أبناء المسلمين – وغالبيتهم مضللون – الذين يتبنون فصل الإسلام عن تنظيم شؤون الحياة، ويتخذون الحياة الغربية وأفكارها طريقا لحياتهم اعتقادا ومنهجا، ومنهم من يظهر عداوته ورفضه للإسلام صراحة، ومنهم من يخفي رفضه ويظهر الإسلام على زعمه  أن الدين محصور بعلاقة العبد بربه سبحانه وتعالى، وأن الناس يضعون أنظمتهم بأنفسهم ولا علاقة للدين بتنظيم شؤون حياة الناس، فتجده يتماها مع الكفار ثقافة وفكرا، ويصرح بعدم ثقته بالإسلام والمسلمين ويرونهم تهديدا لوجودهم و أن « الصراع بين الإسلاميين والقوميين ذوي الميول العلمانية، هو صراع ثقافي وإنساني حضاري أكثر من كونه صراعا سياسيا أو أيدلوجيا، إنه مرتبط عضويا بالصراع على مستقبل الهوية العربية  »  ويصرحون ويفتخرون أنهم أعداء للمسلمين كعداوة الكفار!

– ثالثا: الكفار أعداء الأمة الإسلامية المحاربون فعلا وحكما، المسيطرون على العالم الإسلامي منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، والطامعون فيه منذ بداية القرن التاسع عشر، هؤلاء مع العلمانيين جبهة واحدة ضد الإسلام والمسلمين، وهؤلاء الكفار لازالت حروبهم مع المسلمين على طول أربعة عشر قرنا، تشكل أمامهم كابوس تفوق المسلمين عليهم أمدا طويلا، بالإضافة الى انتشار الإسلام هذه الأيام في حواضرهم بوتيرة تقلقهم، ومثابرة المسلمين على العمل لاستئناف الحياة الإسلامية، لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية من الأندلس الى أندونيسيا، هذه الأمور مجتمعة، تطبع الصراع الدائم والمستعر بين الكفار والمسلمين، وتشكل عقولهم وموقفهم من الإسلام والمسلمين، فالحضارة الإسلامية هي التحدي الحقيقي للحضارة الغربية وهذا يعرفونه و يقلق مضاجعهم.

من ناحية ثانية، فقد بينت أحداث الربيع العربي أن السند الطبيعي للسلطه هو الشعب، وقد وقفت قوى البطش والبغي أمام الشعوب عاجزة،  إلا أنها اثارت مخاوف الموتورين بدعاوي العلمانيين ضد تطبيق الشريعة الإسلاميه، وأظهرت الأحداث أن الكفار لا يستطيعون تنفيذ سياساتهم في بلاد المسلمين إلا بمعونة بعض أبنائهم،

وظهر تنامي وعي المسلمين على الإسلام،وسعيهم لإستئناف الحياة الإسلامية خلافا لدعاوى الكفار والعلمانيين، أعداء الإسلام، مثل الوسط السياسي لأنظمة الحكم السابقة، وأجهزة الإعلام والقضاء والجيش وهذه كلها صناعة غربية  كمؤسسات، والعلمانيين المرتبطين بالغرب ثقافة واعجابا ومصالح كأفراد وهيئات.

 لقد ضربت هذه الأحداث الأنظمة الإستعمارية السلطوية المدعومة من الخارج بالصميم، ولم تخلعها من جذورها، والتغير يجب أن يكون تغيرا جذريا إنقلابيا، لايبقي من العهد السابق شيئا مهما قل شأنه، بتبني الإسلام كاملا شاملا جميع نواحي الحياة، وهذا لم يتوفر لحد الأن، فكان لابد من أساليب ووسائل، يتركز الإهتمام فيها على محاصرة الوسط السياسي، المدعوم من الكفار والقائم على الفكر الإستعماري الغربي، المعادي للإسلام للقضاء عليه وشل حركته، حتى لا يتمكن من البقاء في الحكم  أو العودة إليه، ويجب إسماع الناس صوت الإسلام ولمسهم صدق المسلمين ورحمة الإسلام وإنصافه للناس، وحسن تطبيق الإسلام، ولمس الفرق بين حكم الإسلام وحكم الأنظمة غير الإسلاميه، حتى ولو ادعت الإسلام، حيث أن العداء للإسلام مستحكم لدى الغرب وأتباعه من العلمانين والمتأثيرين بهم، وما زال بأيديهم قوى مهيمنة على العالم الإسلامي بالقوة والمكر والخديعة والبطش والمغالطة تحاول أن تمنع أو تأخر استئناف الحياة الإسلامية.

ويمكن اختصار سياسة  الغرب في بلاد المسلمين رغم تنافسهم في ما بينهم على النفوذ والمصالح في النقاط التالية:

  1. حرص أمريكيا على بقاء مصرمركز استقرار لنفوذها – لأهمية مصر في المنطقة – ، ومنطلقا آمنا  لتنفيذ مشاريعها في المنطقة الإسلامية،

  2. أن لا يبنى أي شكل من دولة القانون في أي بلد إسلامي مهما كان هذا القانون إسلاميا شرعيا أو غربيا ديمقراطيا، فهذا يعني  بداية الإنفكاك من نفوذهم، بل يحرصون على أن تكون السيادة والسلطة بيد الحاكم الذي يعينوه، وأن يكون حاكما مستبدا عنيفا ظالما مستمدا سلطاته منهم،

  3. استمرار تطبيق النظام الإقتصادي الرأسمالي الإستعماري القائم على القروض والديون والمساعدات لإفقار البلاد وزعزعة اقتصادها، وبقائها عالة على المساعدات ولا تجد سبيلا لحل مشاكلها الإقتصادية، وربطها بقروض البنك الدولي لإحكام السيطرة الإقتصادية عليها وإفقار أهلها.

  4. تطبيق الديمقراطية الزائفة من سن قوانين محسوبة النتائج لمصلحة استبداد الحاكم واستمرارا لنفوذ الغرب، واجراء انتخابات مزورة لإخراج مجالس برلمانية شكلية تنسجم مع رغبة وهوى الحاكم،

  5. الحفاظ على مناهج وسياسة التعليم التي أرساها الكفار، وتعديلها حسب حاجة اليهود والغرب وتمييع الشخصية الإسلامية عند أبناء المسلمين.

  6. المحافظة على إسناد الإعلام للعلمانيين و الحكم للمرتبطين بهم.

  7. إبقاء القضاء تحت وصاية وتوجيه المخابرات العامة وأمن الدولة.

  8. ربط الدويلات بإتفاقات مقيدة لها ومجحفة بحقها.

  9. ربط الجيش بالغرب تدريبا وتسليحا وتثقيفا وولاء، وبعقيدة تقبل اليهود جيرانا في المنطقة

  10. المحافظة على دولة اليهود واستمرار تفوقها العسكري والإقتصادي على المنطقة العربية وتطبيع العلاقة معها والاعتراف بها أنها دولة من دول المنطقه.

إن الخبرة التي خرج بها الغرب وصنائعه من الحكام، مفادها أنه لا يمكن التعامل مع المسلمين ما داموا يعملون لإستئناف الحياة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة، فهم العدو اللدود وهم عين الإرهاب ولا يمكن التعايش معم، لأنهم يهددون مصالح الكفار، ويخلعون نفوذهم.والكفار حريصون على بقاء الولاءات التي صنعوها في بلاد المسلمين، وإبقاء الحدود والانتماءات المعادية للإسلام أساسا في حياة المسلمين، وإشغال المسلمين بنزاعات طائفية وإثنية  وإثارة البلبلة حول بعض مفاهيم الإسلام، واتهام الإسلام بالإرهاب والتعصب والتخلف والإستبداد، واستلاب خيرات بلادهم والمحافظة على العلمانيين من أبناء المسلمين ودعمهم، وإبقاء السلطة بأيديهم، وزرع عداوة الإسلام والمسلمين في قلوبهم، وجعل الإسلام في أحسن أحواله دينا كهنوتيا ليس له علاقة بتنظيم شؤون حياة الإنسان.

ومن ناحية ثالثة فقد بيَّن الربيع العربي، هشاشة الدول القائمة في العالم الإسلامي وعداوة العلمانيين للإسلام والمسلمين، وأن سند الحكم خارجي هو العامل المانع للتغير،ولا حدود لبطش واستبداد الحكام، ومن يدعمهم للحفاظ على سلطانهم، واستعداد الكفار للإحتلال العسكري لبلاد المسلمين تحت أي ذريعة.

هذه لحظات فارقة في حياة الأمة الإسلامية وقد احتدم الصراع بين الإيمان والضلال واتخذ الكفار وأعوانهم اساليب وإجراءات ووسائل، لم يجرؤا على استخدامها من قبل،  فلا بد من شحذ الهمم وإدارة الصراع، بإتخاذ اساليب ووسائل واجراءات كفيلة بإخراج نفوذ الكفار من ديار الإسلام، وتحجيم أعداء الإسلام من أهل البلاد وتعريتهم وإظهار تبعيتهم للكفار، وذلك أن الأمة الإسلامية على عتبة استئناف الحياة الإسلامية، قال الله تبارك وتعالى:﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾85  ال عمران، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وارحمنا وارحم والدينا وارحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون﴾.

إبراهيم سلامة

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )