الأليكا استعمار جديد تؤسّس له عقلّية سياسيّة متخاذلة منبطحة

الأليكا استعمار جديد تؤسّس له عقلّية سياسيّة متخاذلة منبطحة

الأليكا هي مشروع اتفاقية معروضة على تونس من طرف الإتحاد الأوروبي والذي يفاوض باسم 27 دولة، أطلق عليها اسم « اتفاقية التبادل الحر والشامل والمعمق  » وهي تهدف إلى توسيع نطاق التبادل التجاري بين الإتحاد وتونس.ويرمي مشروع الاتفاق وفق ما لم يتم الإعلان عنه إلى:

– تبسيط وتسهيل الإجراءات الديوانية لفائدة السلع والبضائع الأوروبية لغزو الأسواق المحلية والقضاء على المنتوج المحلي.

– إلغاء المنظومة التشريعية والقانونية المحلية المتعلقة بالاستثمار والخدمات لفائدة منظومة يضعها الاتحاد خادمة لمصالحه وهي خطوة نحو الهيمنة والاستعمار.

– ضرب الاستثمار المحلي وتدمير ما تبقى من النسيج الصناعي والفلاحي والخدماتي ليفتح الباب للإنتاج الأجنبي .

– فتح مجال استثمار للسلع الأوروبية وإيجاد أسواق جديدة لترويج منتوجاتهم وبالتالي فك أزمتهم الاقتصادية على حسابنا.

– ضرب القطاع الفلاحي وتسليم الأراضي للمستثمرين الأجانب وتحويل فلاحينا إلى يد عاملة رخيصة عند المستعمر.

– التحكم في أمننا الغذائي والصناعي وبسط الهيمنة الاستعمارية على كل مقدرات البلاد.

– تحويل البلاد إلى سوق استهلاكية للمنتوجات الأوروبية .

– التفويت في الشركات العمومية لعدم قدرتها على الصمود أمام المنافسة الأوروبية.

وبطبيعة الحال سيكون من نتائج هذه الاتفاقية الكارثة:

– تراجع الإنتاج بسبب ارتفاع الكلفة.

-غلاء المعيشة جراء ارتفاع الأسعار.

– انتشار البطالة واتساع دائرة الفقر والجوع…..

ومما يؤكد صحة ما نقول نذكر ببعض نتائج الاتفاقية بين تونس والإتحاد الأوروبي ما بين 1996 إلى 2010 حيث يمكننا أن نتبين حجم الدمار الذي خلفته بالبلاد والعباد
*خسارة 55 بالمائة من الشركات المصنعة (أكثر من 10.000 شركة أغلقت)
*خسارة أكثر من 400.000 موطن شغل قار.
*خسارة أكثر من 40.000 مليار

فكيف سيكون الحال بعد إدماج قطاعات أخرى ضمن الاتفاقية المشؤومة ؟؟
لماذا يصر الرويبضات من الحكام على مواصلة تفعيل هذه الاتفاقية وتوسيع نفوذها لتطال قطاع الفلاحة وقطاع الخدمات بعد أن طالت بقية القطاعات؟؟؟

ولماذا تعمى أبصارهم عن سبيل الخلاص للخروج من كل الأزمات وبلوغ بر الأمان المتمثل في قطع حبائل المستعمرين وإقامة شرع رب العالمين ؟؟؟

أولائك حكام وهؤلاء حكام..

هذه هي العقليّة السياسيّة الفذّة.. هذه هي العقليّة السياسيّة التي نريد

جلس عمر بن عبد العزيز وهو خليفة المسلمين ذات يوم في مصلاه وأطال الجلوس ـ ولما دخلت عليه زوجته فاطمة وجدته يبكي فقال له: « ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال لها: ويحك يا فاطمة ـ لقد وُلّيتُ من أمور هذه الأمة ما ولّيت ـ ففكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع… واليتيم المكسور ـ والأرملة الوحيدة والمظلوم المقهور والغريب الأسير والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد ـ فعلمت أن الله عزّ وجل سيسألني عنهم يوم القيامة وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم.

فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته ـ فرحمت نفسي ـ فبكيت.

هذا نموذج من رجال الدّولة التي تصنعهم العقيدة الإسلاميّة، رجال آمنوا بلله ربّا وبمحمّد صلّى الله عليه وسلّم رسولا، علموا أنّهم ميّتون وأنّهم يوم القيامة محاسبون، فانشغلوا بهموم رعيّتهم انشغالا وأسهروا ليلهم للتفكير في أحوالها وما يصلح شؤونها، فكانت السياسة عندهم عبادة لله ربّ العالمين ورعاية وعناية وحماية لأهلهم وبلدهم، فعمّ الرّخاء، ويذكر التّاريخ أنّ خلافة عمر بن عبد العزيز رغم قصر مدّتها الزّمنيّة التي لا تتجاوز العامين استطاع فيها الخليفة باتّباع أحكام الله أن يخرج كلّ البلاد (على شساعة مساحتها وكثرة النّاس فيها) من الأزمات الاقتصاديّة حتّى لم يبق في كلّ البلاد فقير واحد، واستطاع أن يئد فتنة الحرب الدّاخليّة وقتها حتّى إنّ أشرس المعارضين وقتها ألقوا سلاحهم لما رأوه من العدل بسبب التطبيق لكلّ أحكام الإسلام.

فشتّان بينهم وبين سياسيين أبعدوا الإسلام عن الحكم والسياسة، لا يرون السياسة إلا تكالبا على المناصب وارتماء على أعتاب العدوّ المستعمر يسلّمونه البلاد مقابل بقائهم في كراسيّهم المعوجّة القوائم. وتراهم يزعمون أنّ الأشهر الطّوال بل السنوات غير كافة لإيجاد الحلول.

علي السعيدي

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )