الجامعة العربية ومؤتمرها الثلاثين في تونس! لماذا؟

الجامعة العربية ومؤتمرها الثلاثين في تونس! لماذا؟

قررت الجامعة العربية في مؤتمرها السابق الذي عقدته في الرياض العام الماضي عقد مؤتمرها الثلاثين في تونس يوم 31\3\2019.

إنه يظهر أن من أهداف هذه القمة إعادة تأهيل بشار أسد وتطبيع العلاقات مع نظامه، فتريد أن تتخذ قرارات في هذا الاتجاه، ودليل ذلك قيام السبسي رئيس النظام التونسي أثناء وجوده في بيروت لحضور القمة الاقتصادية بنشاط لإقناع الأطراف الأخرى بشأن دعوة الطاغية بشار أسد إلى القمة العربية القادمة. فقد نقلت وكالة سبوتنيك الروسية يوم 19\12\2018 عن مصادر في الرئاسة التونسية أن « الرئيس التونسي السبسي يجري مشاورات خلال القمة الاقتصادية في لبنان بشأن دعوة الرئيس السوري بشار أسد إلى القمة المقرر عقدها في تونس في آذار\مارس القادم. كما يجري التنسيق بين عدد من الدول العربية بينها تونس والجزائر لتقديم مقترح لرفع التجميد عن سوريا ».

تنسيق تونسي جزائري لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية

فالنظامان في تونس وفي الجزائر يعملان على دعوة الطاغية بشار أسد وإعادة النظام السوري إلى حظيرة الجامعة العربية بنشاط. فقد نقلت صفحة « أنباء تونس » يوم 19\12\2018 عن ديبلوماسي جزائري رفيع المستوى قوله: » إن الجزائر وتونس تعملان منذ مدة على تنسيق جهودهما من أجل إعادة سوريا إلى الجامعة العربية التي تم طردها منها في عام 2011، وذلك ليس بالأمر الجديد، كما أن الموقف الجزائري والتونسي حول الملف السوري متوافق، ولهذا بذل البلدان جهودا كبيرة من أجل إعادة الوفاق بين أعضاء الجامعة العربية، ولا يزالان يعملان من أجل تحقيق ذلك قريبا ». وقال: » إن الجزائر تأمل وتتمنى أن يتحقق ذلك، لأن العرب في أمس الحاجة إلى التعاضد والتضامن فيما بينهم والرئيس بشار أسد هو عربي مثلنا وليس غريبا علينا ومشاركته مع أشقائه العرب في مؤتمر تونس أمر مدعاة للفرح والسرور ». أي إلى التعاضد في وجه الشعوب الثائرة حيث ما زالت جذوة الثورة في تونس متقدة، والثورة في الجزائر لها قوة كامنة في أية لحظة ربما تتفجر. فلا يهمهم أن قتل مليون من أهل سوريا وسجن وعذب وقتل تحت التعذيب عشرات الألوف من الشرفاء من أهل  سوريا ولا يهمهم أنه دمر البلد، ولا يهمهم أن الأوغاد من أتباعه اغتصبوا الحرائر ومزقوا أجساد الأطفال. فهم فرحين ومسرورين به لأنه استطاع أن يفعل ذلك ليؤدب الشعوب حتى لا تثور عليهم. فهو عربي مثلهم ولكنه لا يمت إلى الإسلام بصلة! فلا يعرف ما جاء به الإسلام، فلا يعرف الرحمة ولا يعرف معنى الرعاية للناس، بل يعرف كيف يتسلط على رقاب الناس ويهينهم ويذلهم ويسرق مقدراتهم! فهو قاتل مجرم! فهو عربي مثلهم في ذلك، فهم على هذه الشاكلة!

وكان وزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل قد دعا في أيلول\سبتمبر الماضي إلى عودة سوريا لجامعة الدول العربية. وذكرت الصفحة عن « مساع لدول عربية منذ نيسان\أبريل الماضي لإعادة سوريا للجامعة فنقلت عن جاسم جعفر نائب عراقي قوله: » العراق ومصر والجزائر وتونس يدعمون بقوة عودة سوريا إلى وضعها الطبيعي وإعادة عضويتها في الجامعة العربية ». فالدول العربية تتلهف لعودة النظام السوري لتشمت بشعوبها ولتقل لها لا تفيدكم الثورة اخنعوا للحاكم مهما ظلم وطغى وتجبر، وإلا قطع رؤوسكم، وها هو بشار أسد فعل ذلك فقتل مليون من شعبه، وما زال قائما على قدميه ولا يهم أن يستدعي كل قوى الأرض لتحميه، ونحن مستعدون أن نفعل مثله حتى نبقى داعسين على رقابكم مكسرين لجماجمكم إذا تحركتم ضد الظلم ونتهمكم بكل التهم  » إرهابيين ومندسين وخونة وعملاء لقوى خارجية » كما ذكر أحدنا وهو الرئيس السوداني عمر البشير فاتهم الثائرين والمطالبين بحقوقهم بهذه التهم وبدأ يطلق النار عليهم ويسجن بهم.

ولهذا جاء عمر البشير يجر أذياله إلى سوريا ليلتقي بقرينه المجرم بشار أسد يوم 16\12\2018 ليفتح باب الشر أمام الأشرار ليتجرؤوا على تطبيع العلاقات مع هذا المجرم وإعادة تأهيله ونظامه. فأصابته العدوى واللعنة فانتفض الشعب السوداني في وجهه. وأعلن ملك الأردن يوم 23\12\2018 أن « علاقاته ستعود مع سوريا كما كانت عليه » وهو الذي قال بعد اندلاع الثورة واشتدادها لو كنت مكان الأسد لتنحيت لخداع شعبه وليهم الناس أنه في أمان ولا يثور عليه شعبه. علما أن الشعب في الأردن انتفض وهو على فوهة بركان والحراك مستمر فيه. ومن ثم قامت الإمارات بفتح سفارتها في دمشق يوم 27\12\2018.

فهذه الدول كلها متفقة على إعادة تأهيل نظام طاغية الشام لأنهم كلهم مثله طغاة وطواغيت، وكلهم كانوا يتمنون إخماد الثورة وبقاء النظام قائما حتى لا تنتقل العدوى إلى بلادهم فتتشجع شعوبهم لتسقطهم. فقد قرروا كلهم على اختلاف ولاءاتهم السياسية للمستعمرين قرروا إفشال هذه الثورة مع أسيادهم المستعمرين وعلى رأسهم أمريكا. ولكن الله لهم بالمرصاد، والشعوب قادمة لا محالة،وحكم الله آت لا ريب.

وهذا ما يفسر تحرك تونس والجزائر والأردن والإمارات مع ولائهم للإنجليز إلا أنهم لا يريدون نجاح الثورة ضد بشار أسد ولو كان عميلا أمريكيا حتى لا تتحرك الشعوب ضدهم. فاختلافهم مع بشارأسد في الولاء السياسي لا يمنع أن يدافعوا عن بقائه، لأنهم متفقون في الإجرام وفي مخالفة الإسلام وفي الولاء الفكري للغرب، فكلهم ينتمون إلى منظومة الغرب الفكرية العلمانية، كلهم علمانيون لا يريدون عودة الإسلام إلى الحكم فيريدونه محبوسا في المساجد والصدور وفي بعض الأمور الشخصية بعيدا عن الحكم والتعليم والاقتصاد والسياسة والحياة العامة، فيريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، فيشجعون كل مظاهر الفسق والفجور والسفور في كل وسائلهم ومسارحهم.

الإطار الاستعماري الذي أسست فيه جامعة الدول العربية

إنه من المعلوم أن الجامعة العربية أسست بقرار من بريطانيا التي كانت المستعمر لأكثر البلاد العربية وصاحبة النفوذ في أكثرها. فأثناء الحرب العالمية الثانية ألقى خطابا وزير خارجية بريطانيا أنتوني إيدن يوم 29\5\1941 دعا فيه إلى تأسيس الجامعة العربية تحت ذريعة  » تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية بين الدول العربية » ولكن بهدف تعزيز التقسيم الذي أوجدته بين البلاد العربية وتركيزه. وفي 24\2\1943جدد إيدن أمام مجلس العموم البريطاني دعوته لتأسيس هذه الجامعة لأخذ موافقة المجلس. ومن ثم اجتمع إيدن مع بعض عملاء بريطانيا من عدة بلاد عربية في القاهرة وحمّلهم هذه الدعوة ليبدأوا بالدعوة إلى تأسيس الجامعة. وأعدت بريطانيا لجنة تحضيرية من عملائها في مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق واليمن وعقدوا اجتماعات من 25\9\1944 إلى 7\10\1944 للإعداد للتأسيس. وفي 22\3\1945 أعلن عن تأسيس الجامعة العربية من هذه الدول بالإضافة إلى السعودية وفلسطين ووضعت وثيقة التأسيس والبنود والتفاصيل.

فكانت الجامعة العربية من حيث الفكرة والتأسيس والبنود والمواثيق والبرتوكولات كلها إنجليزية بحتة لأهداف إنجليزية استعمارية بحتة. فكان البند الأول من اختصاصات هذه الجامعة هو  » الحفاظ على استقلال الدول الأعضاء » أي منع وحدة البلاد العربية وتعميق الانفصال تحت مسمى الاستقلال. وأكدت ذلك مرة أخرى في المبدأ السادس من مبادئ الجامعة في برتوكول الإسكندرية وينص على  » الاعتراف بسيادة واستقلال الدول المنظمة إلى الجامعة بحدودها القائمة فعلا ».

وهكذا أسست بريطانيا الجامعة العربية حتى تتمكن من تعميق التقسيم وانفصال البلاد العربية في هذه الكيانات التي أقامتها وسمتها دولا حسب اتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان بتقسيم البلاد العربية إلى دويلات عندما خذلت الحسين بن علي شريف مكة بعدما وعدته بمملكة عربية متحدة وتتويجه عليها ملكا إذا ما سار معها وأعلن الثورة على دولة الخلافة الإسلامية، فعندما ارتكب الحسين بن علي الخيانة وجمع بعض العرب الجهلاء حوله ليقاتلوا في سبيل بريطانيا ضد إخوتهم المسلمين من جنود الدولة العثمانية ولم يكونوا فقط أتراكا بل كان الجيش العثماني مشكلا من أبناء المسلمين بما فيهم العرب. فأرادت بريطانيا تركيز اتفاقية سايكس بيكو التي وقعتها مع فرنسا عام 1916 واتفاقية لوزان التي أقرتها بريطانيا مع العديد من الدول الكبرى ووثقتها في عصبة الأمم المتحدة عام 1924 بهدم الدولة الإسلامية وجعل البلاد العربية تحت الانتداب حسب التقسيم تمهيدا لإقامة دول وأنظمة فيها.  فلتركيز هذا الانقسام ولتتمكن من إدارتها من مركز واحد وفرض إرادتها عليها وإملاء القرارات عليها قررت بريطانيا إنشاء الجامعة العربية. فكلما عقدت قمة أو مؤتمرا يخرج بقرارات لصالح المستعمر وليس لصالح العرب والمسلمين. فكل دولة جعلتها تعترف بالأخرى وبحدودها ولا يجوز لها أن تتعداها، وتقوم الجامعة بالحفاظ على التقسيم « بالتوسط في حل النزاعات التي تنشأ بين دولها » كما ورد في مواثيقها.

والآن تقوم الجامعة العربية بالحفاظ على الأنظمة والطواغيت فيها، والتآمر على شعوبها وخداعها بأنها تسعى للوحدة وهي تعمق الانقسام والحدود بينها التي رسمها المستعمر. ولم تصدر أي قرار لصالح العرب والمسلمين منذ تأسيسها حتى اليوم، وكل قراراتها كانت مسيرة من قبل المستعمر البريطاني ومن ثم عندما خرجت أمريكا على الخط وبدأت بمنافسة بريطانيا على الاستعمار والنفوذ كسبت مصر عبد الناصر ومن تلاه في الحكم حتى اليوم فبدأت تتحكم في قرارت الجامعة العربية عن طريق عملائها في مصر، وبدأ الصراع بين العملاء في الجامعة. ولكنها كلها تتفق على الحفاظ على تعزيز الانفصال بينها والتقسيم والمحافظة على الأنظمة العلمانية كما أقامها الغرب، وإنما الخلاف في تنفيذ الأهداف السياسية لحساب المستعمر البريطاني أو المستعمر الأمريكي.

تجميد عضوية سوريا ووعي الشعوب

ولقد جمدت عضوية سوريا عام 2011 بسبب الثورات في البلاد العربية مراضاة للشعوب وخداعا لها، وعندما تم تأمين بقاء النظام السوري بتدخل إيران وحزبها في لبنان وتدخل روسيا وأمريكا وتركيا والسعودية، بدأت الدول العربية بتوافق بريطاني أمريكي بدأت تفكر الآن في رفع التجميد وتتوهم أنها تغلبت على ثورات شعوبها، وهي لا تدري أنها فترة من فترات الثورات حيث يحدث فيها مثل ذلك من الانتكاسات المؤقتة، ولكن ما تلبث أن تعود وتثور بعد أن تجمع قواها وتتعلم من أخطائها وتتعرف على نواقصها فتتلافاها حتى تتمكن من إسقاط الأنظمة من جذورها وليس الأشخاص القائمين على رأسها فقط كبن علي وحسني مبارك والقذافي.

فالوعي يزداد لدى الشعوب العربية والإسلامية وقد انكسر حاجز الخوف واستعدت الأمة للتضحية بل قدمت التضحيات وهي مستعدة لتقديم المزيد. ولكن ينقصها الوعي التام وهو النظر إلى الأحداث من زاوية الإسلام فقط لا غير، حتى تتمكن من التمييز بين الطيب والخبيث وبين الصادق والكاذب وبين المؤمن والمنافق وبين الحق والباطل، فلا يأتي أحد ويندس عليها ويلبس رداء دينيا أو عمامة أو يطلق لحية أو يتلفظ بكلمات من الدين أو يظهر أنه ملتزم بالدين وما هو كذلك في حقيقته ليخدعها وتنجر وراءه، فينكشف ويتعرى عندما يصل إلى الحكم فلا يحكم بالإسلام أو يسلمه للعلمانيين العريقين كالسبسي وأضرابه أو يرفعوهم قادة جيوش ويضعوهم فوق رؤوسهم ليقلبوهم كما فعل السيسي أو يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمريكان كما فعل أردوغان.

فأية حركة أو جماعة أو حزب أو تكتل أو شخص لا يلتزم بالدين بعقيدته وما ينبثق عنها من نظم وأفكار وأحكام بشكل مفصل وموثق وسياسي عملي وكفاحي فلا يُثق به. ومن يُلبس الحق بالباطل فيقول بالديمقراطية وبالعلمانية وبالوطنية والقومية وغيرها من أفكار الكفر الباطل ويخلطها مع الإسلام الحق فلا يُثق به. ومن يأخذ ببعض الدين من عقائد وعبادات وأخلاق ويترك ما يتعلق منه بأحكام الإسلام في الحكم والاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية والحربية والتعليمية والحياة الاجتماعية والعقوبات فلا يُثق به. ومن يتنازل ولو قيد أنملة عن الإسلام أو طريقته أو أحكامه فلا يُثق به. ومن يركن إلى الظالمين أو يشاركهم في الحكم فلا يُثق به. فهو ليس طيبا ولا مؤمنا صادقا ولا متبعا للحق. فهكذا يتحقق الوعي التام.

فكل ذلك يجب أن يكون موثقا في ميثاق الحركة وثقافتها وكتبها وكراساتها وفي صدور وعقول وكلمات وأعمال وتصرفات مسؤوليها وأعضائها بشكل مفصل ودقيق وواضح، لا أن يكون معمى ومبهما وبكلمات وجمل عامة مطاطة تمطها إلى كل جانب فتعطي لكل شخص وجه وتنافق لكل طرف. فلا تكون كما قال تعالى في وصف مرضى القلوب والنفوس: »

« واِذَا قِيۡلَ لَهُمۡ اٰمِنُوۡا كَمَاۤ اٰمَنَ النَّاسُ قَالُوۡاۤ اَنُؤۡمِنُ كَمَاۤ اٰمَنَ السُّفَهَآءُ‌ ؕ اَلَاۤ اِنَّهُمۡ هُمُ السُّفَهَآءُ وَلٰـكِنۡ لَّا يَعۡلَمُوۡنَ‏ وَاِذَا لَقُوۡا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا قَالُوۡاۤ اٰمَنَّا ۖ وَاِذَا خَلَوۡا اِلٰى شَيٰطِيۡنِهِمۡۙ قَالُوۡاۤ اِنَّا مَعَكُمۡۙ اِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُوۡنَ‏ اَللّٰهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِىۡ طُغۡيَانِهِمۡ يَعۡمَهُوۡنَ‏ اُولٰٓٮِٕكَ الَّذِيۡنَ اشۡتَرَوُا الضَّلٰلَةَ بِالۡهُدٰى فَمَا رَبِحَتۡ تِّجَارَتُهُمۡ وَمَا كَانُوۡا مُهۡتَدِيۡنَ‏ »(البقرة 13-16)

فإذا دعوت هؤلاء إلى الأخذ بالإسلام كاملا كما نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكما طبقة هو والخلفاء الراشدون من بعده فيعتبرون ذلك سفاهة وعدم فهم للواقع وللظروف والأوضاع وتطرفا وإرهابا وتأخرا وعدم موافقة للعصر وتماشيا مع السياسات الدولية، علما أنهم هم السفهاء فلا يفهمون الواقع وكيفية تغييره وإخضاعه للإسلام ولحكمه، وهم المتطرفون في علمانيتهم فلا يقبلون من أحد أن يشاركهم إلا وقد تنازل عن فكره المخالف، وهم الإرهابيون الذين يمارسون البطش ويؤيدون الأنظمة الفاسدة والجائرة والطاغية كما أيدوا بشار أسد ويريدون تأهيله وتبيع العلاقات مع نظامه، وهم المتأخرون حيث أنهم ذيل للمستعمر ويقتاتون على فضلاته حيث يتلقفون كل فساده وعفنه وتشريعاته ونظمه، فيشرعونها ويقننوها في دساترهم وقوانينهم. وعندما يلتقون مع المؤمنين يحاولون خداعهم فيقولون لهم نحن مؤمنون! وإذا خلوا إلى شيطانهم من العلمانيين والمسؤولين في السفارات الغربية ودوائر المخابرات الغربية ورؤساء دول الغرب يقولون لهم إننا معكم وإنما نحن نستهزئ بهؤلاء البسطاء من الناس الذين يتمسكون بالدين فنريد أن نخدعهم بكلمات معينة حتى لا يثوروا ضدنا ونؤمّن لكم نفوذكم فتؤمنون لنا الحماية من هؤلاء المتمسكين بالدين الذين يريدون تطبيقه وهم غالبية الشعب.

هذه هي حقيقة الجامعة العربية وما تهدف إليه من مؤتمرها في تونس وهذه هي حقيقة السفهاء القائمين على الأنظمة ومن شاركهم فيها يحاولون خداع الله والمؤمنين وهو خادعهم. فالله لا يخلف وعده بالانتقام منهم كما وعد رسله من كل الذين يمكرون بالمؤمنين وبالإسلام ويحاربون عودته إلى الحكم فقال تعالى:  « وَقَدۡ مَكَرُوۡا مَكۡرَهُمۡ وَعِنۡدَ اللّٰهِ مَكۡرُهُمۡؕ وَاِنۡ كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُوۡلَ مِنۡهُ الۡجِبَالُ‏ فَلَا تَحۡسَبَنَّ اللّٰهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهٖ رُسُلَهٗؕ اِنَّ اللّٰهَ عَزِيۡزٌ ذُوۡ انْتِقَامٍؕ‏ ».

أسعد منصور

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus (0 )