الحكومة تعمل على شيطنة إعتصام الكامور

بعيداً عن نظرة السياسي الراعي المسؤول المتلبس بمشاكل وقضايا الناس

بعيداً عن الحلول العملية الفعلية المنتجة والقادرة على التغيير

بعيداً عن واقعٍ اجتماعيٍ مرير يعيش حالة من الاحتقان جراء الفقر والبطالة والتهميش،

 بعيداً عن كل هذا وذاك، تطل علينا حكومة الشاهد، قاهر الفاسدين ومحارب المارقين عن الدولة، تطل علينا بوجه كالح شاحب من خلال وزارة الطاقة والمناجم  بجملة من الإحصائيات والأرقام والنسب الواهية، مبرزةً الوضعية الحرجة التي وصل إليها قطاع الطاقة في تونس وما يمكن أن يتكبده اقتصاد البلاد من خسائر مادية جسيمة ومن اختلالات خطيرة في الموازنات المالية العامة، كل هذا جراء احتجاجات الجنوب وتعطيل نشاط الشركات الناهبة للنفط والغاز.

وما هذه الإطلالة الأخيرة الماكرة، إلا حلقة خبيثة من سلسلة شيطنة وتشويه حراك أهلنا في الكامور، تعمل عليها الحكومة ليلا نهارا باستعمال أساليب عدة  لتأليب الرأي العام وخلق شرخ أو بالأحرى نوع من الصدام والرفض في الشارع التونسي تجاه الاحتجاجات الشعبية، وبذلك عزل الحراك في منطقة ضيقة وتشديد الخناق على القائمين عليه

  ولنا أبرز مثال على ذلك ما صرح به عماد الحمامي وزير التشغيل حيث قال « غلق الآبار سيؤدي إلى خطايا تأخير تقدر ب 400 مليار »، تصريح نفاه الرئيس الشرفي لهيئة خبراء المحاسبين نبيل الشرفي ووصفه بالتصريح المغالطة والتصريح الذي يسعى لتشويه الحراك في تطاوين.

  أيضا وزيرة الطاقة والمناجم موظفة البنك العالمي هالة شيخ روحو، سولت لها نفسها التطاول على كل « التوانسة » كما نطقت بها ، طبعا بقيادة جوقة إعلامية رخيصة، حيث قالت  « كيف التوانسة يمجدوا الناس إلى توقف الإنتاج ويقطعوا الأرزاق ويكسروا المنشآت بالطبيعة هذاكا هو الحل الترفيع في أسعار المحروقات » ولسان حالها يقول كل من يساند ويدعم ويمجد ثورة الكامور ودوز وقبلي وتطاوين والسواسي.. لقلع الاستعمار واسترجاع ثرواتنا المنهوبة فسوف يعاقب بغلاء الأسعار وارتفاع المعيشة.

  نعم هذا هو الأسلوب المعتمد لحكومة الوحدة الوطنية المزعومة، وهكذا هي أوامر المسؤول الكبير لمجابهة التحركات و المطالب الشعبية، نحكمكم وإلا نفقّركم، نحكمكم وإلا نجوّعكم، نحكمكم وإلا نقتلكم إن لزم الأمر، كل الأساليب مباحة متاحة وإن لزم الأمر إشعال نار الفتنة بين العروش، وهذا عشناه من قبل، أو إشعال نار الحرب الأهلية المهم المحافظة على الشركات الناهبة ومن خلالها مصالح المستعمر المستنفذ في البلاد.

ختاما نذكر أن الاحتجاجات المطالبة بالحق في الشغل والتنمية و…. متقدة منذ أكثر من خمسة سنوات وأنّ اعتصام الكامور واعتصام الفوار واعتصام دوز …شكل تصعيدا مهما نحو رفض هذا النظام و سياساته، و هو أمر يؤكد أن وعيا بعداء هذا النظام لمطالب الاحتجاجات الشعبية يتعاظم كل يوم لكنه لا يجب أن ينسينا أنّ منزلقات استنزاف هذه التحركات واحتوائها واردة إنْ لم نمضي بها نحو مبدئية المطالب و أن ترتقي ثورة المطلبية الآنية الى ثورة تحرر وثورة قلع الاستعمار بنظامه ووكلائه.

ممدوح بوعزيز

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )