المؤرخ عبد الجليل التميمي: بعض أساتذة التاريخ بالجامعة التونسية مضلّلون ومتعاطفون مع الدعاية الغربية
المؤرخ عبد الجليل التميمي: بعض أساتذة التاريخ بالجامعة التونسية مضلّلون ومتعاطفون مع الدعاية الغربية
في بطاقات خاصة, مميز
December 21, 2020
306 زيارة
الخبر:
قال المؤرخ عبد الجليل التميمي إنّ بعض أساتذة التاريخ في الجامعة التونسية يمارسون التضليل المنهجي ويشوّهون الثورة التونسية.
وندّد التميمي، صاحب مؤسسة التميمي للبحث والمعلومات، في تدوينة على حسابه بموقع فايسبوك، بحديث لطفي عيسى، مدرّس التاريخ بالجامعة، على قناة خاصة، حول “ديمقراطية الكيان الصهيوني”.
و”هو تصريح مدان تاريخيا وحضاريا”.
و”كم هو بائس أن يتغافل بعض المؤرخين المؤدلجين في بلادنا والمتعاطفين مع سياقات المنظومة الإعلامية الأور-أمريكية للتنويه بديمقراطية الكيان الصهيوني، وكان الأولى به وبغيره عدم ممارسة التضليل المنهجي والعمل على تبني الشفافية والنزاهة وعدم تشويه الثورة التونسية والتي يعترف العالم بريادتها وطلائعيتها رغم النكسات التي سجلت حتى اليوم”.
و”ليعلم هو وأضرابه أن الثورة التونسية تشكل من أبرز التحولات الجيوسياسية على المستويين العربي والدولي وهي صفحة مشرفة وسوف نبقى نعتز بها على المدى القريب والبعيد”.
وقد أثبتنا دورها الطلائعي في العديد من منشورات مؤسستنا التي قمنا بنشرها في المجلة التاريخية المغاربية والتي أطفأت شمعتها الـ 47 اليوم، نعم 47 سنة من الصدور المنتظم.
ونصح عبد الجليل التميمي الجامعيين بالسعي لتشريف البحث التاريخي للجامعة، والرفع من مستوى الدوريات التونسية، بدل المشاركة والتظاهر في القنوات التلفزية.
التعليق:
إن ما تفضل به المؤرخ عبد الجليل التميمي في تعليقه على أحد أستاذة التاريخ، يضع تحت المجهر عيّنة من النخبة المثقفة التي صنعت على أعين الاستعمار، فصارت تقبل على بضاعة الديمقراطية استهلاكا وترويجا، فقط لأنها صناعة غربية.
الأخطر من ذلك تزامنا مع موجة الخيانة الجماعية لحكام الخليج وبقية حكام دول الضرار في العالم الإسلامي لأمتهم ودينهم بتطبيع علاقاتهم مع كيان يهود المحتل، أن يتغنى أشباه المثقفين بديمقراطية الكيان الغاصب لأرض الإسراء والمعراج، في سياق التطبيل لإنجازات أشباه الحكام، مع أنهم في الجريمة سواء، وكل تصريحاتهم مدانة شرعا ابتداء، لما فيها من خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
أما ما تفرد به الأستاذ المتغني بديمقراطية أعداء الأمة والذي بدا وكأنه قد ظهر في الإعلام من أجل هذا الغرض، هو توأمته لديمقراطية تونس، مع ديمقراطية الكيان الغاصب بما في ذلك من اعتراف واضح وصريح بهذا الكيان المسخ. هذا دون الخوض في جوهر الديمقراطية وحقيقتها من كونها فنّ خداع الشعوب.
إن طموح الأمة الإسلامية العريقة، لا يمكن مطلقا اختزاله عبر بعض الأبواق المأجورة في قيام دولة فلسطينية هزيلة تشرف على حماية أمن يهود، أو دولة تونسية تقتدي بديمقراطية النصارى واليهود وتدّعي الانتصار لقضية فلسطين، بل واجبها هو خلع كيان يهود، وبتر أيادي بريطانيا التي زرعتها لا تبني نفس المواقف الصليبية المتصالحة مع الصهيونية وحلفائها، في تغريد واضح خارج سرب الأمة ودينها وقضاياها المصيرية.
أما طريقة ذلك، فهي الإقبال على المشروع الحضاري للإسلام، دون خجل ولا وجل، وتسمية الأمور بأسمائها، بإقامة دولة الخلافة الراشدة التي وعدنا بها رب العالمين وبشرنا بها نبيه المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، والقطع مع أكبر أكذوبة عرفها تاريخ البشرية الحديث والتي يسمونها بالديمقراطية، حتى صار بعضهم يأخذها عن اليهود كما أخذها أسلافهم من قبل عن النصارى، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: “لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ” قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ “فَمَنْ؟”.
خلاصة القول إذن، أن الديمقراطية هي مكمن الدّاء وأس البلاء، وهي الوصفة التي يجود بها اليهود والنصارى علينا لإبعادنا عن ديننا، والحيلولة دون عودة سلطانه وقيام دولته، لأنهم يدركون جيّدا وعد الله لعباده المؤمنين بإنهاء علوّ بني إسرائيل، متى تمسكوا بإسلامهم وشيّدوا نظامه وأقاموا أحكامه. قال تعالى: “إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”. سورة الإسراء-الآية 7.
م. وسام الأطرش
December 21, 2020