الناس في تونس تحت جحيم الميزانية

الناس في تونس تحت جحيم الميزانية

   كثر الحديث في هذه الأيام حول الميزانية وما خلفته من سخط جماعي كبير في صفوف الجميع اثر تقديم مشروعها من قبل رئاسة الحكومة, فتبين أن هذا النظام يتخبط في عجز عن إدارة شؤون البلاد وأنّ كل معالجاته لا تزيد إلا الطين بلة, معالجات أدت إلى أمراض مجتمعية مدمرة، كالسرقة والنهب والاحتكار والرشوة والدعارة وغيرها، بل أصبح يؤسس لها بالدستور والقانون, عجز سبقه كبر وتفاخر بالقعود في مراتب التُّبّع, مرض نخر في المجتمع فهلك الحرث والنسل.

   أصحاب الشهائد والأكفاء والقادرون الذين لا يجدون عملا، والضعفاء والعاجزون كالأرملة واليتيم وكبير السن، لا يمكن لهم العيش في ظل هذا النظام الفاسد الذي يتعامل مع الناس بالأرقام ولا يشبع حاجاتهم إلا بأرقام في ورق لا تسمن ولا تغني من جوع, ولا يجد الناس سوى كلمة « الحق  في الشغل ». بل ما نراه اليوم من انتشار للفقر المدقع بين الناس وبلوغ البطالة نسبا مهولة, فقد عرفت نسبة البطالة في تونس خلال الثلاثي الثاني من هذه السنة لتبلغ 15,3 بالمائة, وبلغ عدد العاطلين عن العمل 625 ألف عاطل مع موفى الثلاثي الثاني2017 لهو أكبر دليل على أن حق العمل الذي يكفله الدستور -وفق ما يدعي أصحابه- أمر هراء، فوفق إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء تبلغ نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر الأدنى 3.08 بالمائة أي حوالي 400 ألف تونسي, في حين تبلغ نسبة التونسيين الذين يعيشون تحت خط الفقر الأعلى 11.4 بالمائة, أي قرابة مليون و 200 ألف شخص.

كما أن عجز الدولة الناتج عن فساد النظام بما في ذلك التدخل الاستعماري لصندوق النقد الدولي جعل العبء يتحمله من هو في حاجة لأن يعان, وحسب بعض المطلعين يساهم الموظفون والعمال بأكثر من 60٪ في مداخيل الجباية وتوظيف الجباية من خلال أشكال متعددة منها أداءات على الدخل بنسبة 13.9٪ وأداءات بلدية وأداء على القيمة المضافة. فالدولة تعمل على تغطية عجز الميزانية باثقال كاهل الضعفاء وتعمل على إهمال أمر ثروات البلاد التي يتحكم فيها الأجنبي المستعمر في حين أنه يجب ضمان توزيعها على جميع الناس فرداً فرداً بحيث يضمن في هذا التوزيع إشباع جميع الحاجات الأساسية إشباعاً كلياً إلى جانب تمكينهم من إشباع حاجاتهم الكمالية على أكبر قدر مستطاع. فقد شرع الإسلام أحكام

1) إباحة العمل

2)الملكية

3)أحكام النفقة

4)أحكام رعاية الشؤون.

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ترك كلاً فإلينا، ومن ترك مالاً فلورثته ).

والحاجات الأساسية كما بينها الشرع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أصبح آمناً في سربه، معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما زويت له الدنيا بحذافيرها ) والمتمثلة في: المأكل والملبس والمسكن للأفراد والأمن والتطبيب والتعليم للرعية ككل.
( الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ).

سليم صميدة

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )