انتفاضة لبنان بين وجع الناس والسياسة الدولية

انتفاضة لبنان بين وجع الناس والسياسة الدولية

استغرق اللقاء الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل، الطامح الى وراثة العهد، مع السيد حسن نصر الله ،مساء الاثنين 7 تشرين الأول، سبع ساعات، وبعد و بعد أربعة أيام على لقائه المطوّل مع باسيل، استقبل نصرالله سليمان فرنجية. وكما في اللقاء مع باسيل استمر اللقاء مع فرنجية قرابة سبع ساعات. حزب الله أصدر بيانين عن اللقائين ضمنهما القضايا التي تمت مناقشتها(ظاهرا)، لكنّ طارق ترشيشي في مقالته في صحيفة الجمهورية (17-10-2019) ذكر أن: » القراءة الـ«14 آذارية»،(للقاء باسيل نصرالله) تقول انه لا يخفى على أحد أنّ أولوية العهد هي تأمين خلافة عون  » وأن « المشكلة الأساسية لدى باسيل كانت أنّ السيد نصرالله لا يتبنّى ترشيحه على غرار تبنّيه الثابت لترشيح عون لرئاسة الجمهورية »، وهذا ما يفسر الإعلان الصاخب لباسيل في خطابه امام انصاره في ذكرى 13 تشرين الأول (أي ذكرى ضرب قوات حافظ الأسد لميشال عون في قصر بعبدا-1990- الذي خرج منه الى السفارة الفرنسية ثم الى فرنسا) بأنه سيزور سوريا لاعادة النازحين السوريين الى سوريا، وهذه مجرد شماعة يخفي بها حقيقة مراده وهو الحصول على دعم دمشق لاعتماده رئيسا يخلف عون، بدلا من فرنجية. وختم باسيل خطابه مناشدا عون أن « يضرب على الطاولة ونحن مستعدون لقلب الطاولة »..
هذا الخطاب سارع الحزب التقدمي الاشتراكي الى مواجهته بخطاب ناري في الاعتصام الذي عقده أنصاره، وشارك فيه ممثلون عن القوات اللبنانية والكتائب ، في ساحة الشهداء ظهر الثنين 14 تشرين الأول، وتوجه ابو فاعور الى التيار الوطني الحر، بالقول: « عندما أصبحتم في أعلى هرم السلطة ها أنتم تدمرون الإقتصاد، هناك فريق سياسي يتحكم بكل الوزارات وبالقرار السياسي وتتحدثون أن هناك مؤامرة وتشكون، وتقولون انكم ستقلبون الطاولة، إن الطاولة طاولتكم والوزارات وزاراتكم، فلتستقيلوا من أعلى هرم السلطة إلى أدنى حاجب ».
ثم فضح حقيقة مراد باسيل من زيارته لدمشق مضيفا: « اليوم تذهبون الى سوريا لتتوسلوا الرئاسة، لأن هناك من قال لكم إن طريق الرئاسة يمر من دمشق ».
وفي يوم الإثنين تم عقد مؤتمر « اللقاء المشرقي »، برعاية رئيس الجمهورية،والقى باسيل فيه كلمة تبنّاها المؤتمر كورقة تأسيسية للقاء،دعا فيها الى قيادة لبنان لحلف الأقليات في المشرق(الذي يضم لبنان وسوريا والاردن والعراق وفلسطين) تحت عنوان « المشرقية » التي « تقع المشرقيّة في صلب الرسالة اللبنانية التي كرستها الأمم المتحدة في الوثيقة التأسيسيّة لـ«أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار»، التي أطلقَها الرئيس ميشال عون ». وقد عبر النائب السابق كريم بقرادوني صراحة إلى أن « الهدف من اللقاء المشرقي المنعقد في بيروت هو استعادة دور لبنان ». ولاحظ موقع « المدن » : »أن فحوى ما قالاه معاً، الرئيس عون والوزير باسيل، يشكل تصوراً سياسياً متكاملاً يضع لبنان عملياً في محور ما يسمى « حلف الأقليات » الذي به صاغ بشار الأسد مسوغات المذبحة السورية، وبه روجت روسيا دورها كـ »حامية للأقليات » وبه سوقت إيران نفسها في العراق وسوريا ولبنان.بمعنى آخر، دخل « العهد » طوراً سياسياً متقدماً في طروحاته محلياً وإقليمياً، بما قد « يقلب الطاولة » (على حد تعبير باسيل)، وبما يفتح مجدداً المسائل الخلافية الكبرى حول هوية لبنان وموقعه ودوره ووجهته، وربما بما يطال أساس النظام السياسي الذي أرساه اتفاق الطائف ودستوره. »
ولعل هذا ما لمح إليه الكاتب طوني عيسى في مقاله الذي نشر في صحيفة الجمهورية في 8 تشرين الأول بعنوان: سيناريو كبير يُحضر للبنان.. « الجمهورية الثالثة » ستولد بعد الانهيار!
ورأى: » إنّ الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي واقعٌ حتماً لأنّ له وظيفة سياسية. إنّه الباب الذي سيقود إلى تغيير عميق في التركيبة القائمة حالياً…والانهيار سيحتّم على الجميع الرضوخ للواقعية ورسم خطة للنهوض الاقتصادي من الصفر، وهو ما يُسمّى reset. ونجاح هذه العملية يستلزم إنتاج طاقم سياسي جديد سيوفره النظام السياسي الجديد. وسيعني ذلك عملياً ولادة الجمهورية الثالثة في لبنان ».

عثمان البخاش

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus (0 )