« ترامب » في حديثه عن أزمة  » قطر »  « رمتني بدائها وانسلت »

« ترامب » في حديثه عن أزمة  » قطر » « رمتني بدائها وانسلت »

الخبر: الجمعة 09/06/2017 ,CNN   وكالات الأنباء

        دعا الرئيس الأمريكي « دونالد ترامب » قطر لوقف تمويل الإرهاب، وقال « ترامب »  إنه ساعد المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر على اتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر خلال زيارته للسعودية الشهر الماضي….وقال  » أنه حان الوقت لمطالبة قطر بإنهاء تمويله، عليهم إنهاء ذلك التمويل, وأيديولوجيتها المتطرفة « … » أدعو جميع الدول إلى التوقف فوراً عن دعم الإرهاب ووقف تعليم الناس قتل الآخرين ووقف ملء عقولهم بالكراهية والتعصب ».

     من جهة أخرى دعا وزير الخارجية الأمريكي، « ريكس تيلرسون«   لتخفيف « الحصار » على قطر،  قائلا: « ندعو السعودية والإمارات والبحرين ومصر لتخفيف الحصار على قطر. لهذا الحصار تداعيات إنسانية، نرى نقصاً في المواد الغذائية، يجري فصل الأسر قسراً، وسحب الأطفال من المدارس. نعتقد أن هذه تداعيات غير مقصودة، خاصة خلال شهر رمضانً. »وقال: « إن الحصار يؤثر سلباً على مصالح أمريكا التجارية في المنطقة, و يُعيق إجراءات الولايات المتحدة العسكرية في المنطقة والحملة ضد تنظيم داعش. »

التعليق

       لا يوجد وصف  لسياسة أمريكا تجاه المسلمين أبلغ من اعتراف الرئيس الامربكي نفسه بأنه هو وراء الأزمة الأخيرة الحاصلة بمنطقة الخليج, وأن مقاطعة حكام السعودية والإمارات ومصر والبحرين وغيرهم لقطر كانت بدفع من « السيد الأمريكي » الذي لا يكتفي بتعريتهم وإظهارهم أمام شعوبهم والعالم بأنهم مجرد تُبّع وعملاء بل يزيد على ذلك بالتبرؤ من تصرفاتهم  اللا إنسانية, وتحميلهم مسؤولية الأذى الذي لحق بالأهالي جراء فصل الأسر قسرا وسحب الأطفال من المدارس أثناء عمليات الطرد الجماعي, ومذكرا إياهم وعلماء بلاطهم  الغارقين في صمتهم المذل أنّهم في شهر رمضان. فأي إهانة أعظم من هذه ؟

        كما أن الرئيس الأمريكي « ترامب كان واضحا مرة أخرى في عدائه للإسلام حيث وصفه  بالايديولوجيا المتطرفة التي تملأ عقول الناس بالكراهية، وهو الذي تقود بلاده تحالفا تحرق يوميا طائراته  المسلمين في سوريا والعراق بحجة محاربة الإرهاب، وهو الذي سبق أن قتل جيشه  مئات الآلاف من أطفال العراق جوعا ومرضا بسبب الحصار، وهو البلد الوحيد الذي استعمل الأسلحة النووية ضد المدنيين.

     إن أمريكا التي كانت وراء كل المصائب التي لحقت بالأمة الإسلامية في الفترة الأخيرة لا تزال سائرة في حربها على الإسلام  تحت عنوان الحرب على الإرهاب، وهي لا تكتفي ببسط نفوذها وقواعدها العسكرية في كل مكان من بلاد المسلمين ومنها قطر،  بل تريد السيطرة على كل نفس وكل صوت وقلم حتي يكون مروجا لسياستها، مبررا لجرائمها ومواليا لعملائها، وإنّ دعوة وزير الخارجية الأمريكي إلى تفهم أسباب الأزمة مع قطر هي إشارة واضحة إلى أن الشروط التي وضعتها السعودية  لحل الأزمة – قائمة الداعمين  للإرهاب -, هي شروط أمريكية الهدف منها  التضييق على كل نفس خارج عن السيطرة.

إن الأزمة الحالية الواقعة بين قطر وبعض دول الأخرى هي أكبر من مجرد أزمة دبلوماسية عابرة بل هي ترجمة لصراع دولي تقوده أمريكا بأدواتها المحلية لتصفية خصومها وفرض سيطرتها على الأمة الإسلامية، وإن حال الذل والتشرذم التي عليها مشيخات الخليج المتهالكة لتؤكد أن حال الأمة الإسلامية والاستقرار العالمي لن يستقيم إلا بإزالة هذه الكيانات الهشة وإقامة كيان واحد مانع للمسلمين، يوحدهم، ويحفظ دمائهم وأرزاقهم.

محمد مقيديش

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )