« نابل » تنزف…  و »الشاهد » في معركة وهمية مع الوزير الإيطالي

« نابل » تنزف… و »الشاهد » في معركة وهمية مع الوزير الإيطالي

          مرة أخرى يثبت حكام تونس انهم فاقدون للحد الأدنى من المسئولية وأنهم يبحثون عن إلهاء الرأي العام بالبطولات الوهمية والعنتريات الفارغة  بدلا عن المساهمة إيجاد الحلول لهذا الشعب الغارق في الفقر والخصاصة وتدني الخدمات والذي تغرق حاليا واحدة من أكبر في الاوحال ومياه الفيضانات.

  عنتريات فارعة في وقت الازمات

          فبدل العمل على تسريع وتيرة العمل على إزالة الأوحال والفضلات التي لازالت تلوث العديد من احياء مدينة نابل وتعطل مصالح أهلها, وبدل والبحث عن حلول لآلاف العائلات التي فقدت كل شيء بعد ان أتلفت المياه والأتربة كل ما يملكون من أثاث  وأجهزة, وبدل العمل على التنسيق بين مختلف الأجهزة الحكومية والإدارية لتشمل الجهود كل المتضررين , بدل كل ذلك تتعمد أطراف نافذة في « القصبة » تسريب اخبار الى وسائل الاعلام مفادها أن رئيس الحكومة رفض استقبال وزير الداخلية الإيطالي في زيارته الأخيرة بسبب تصريحاته المسيئة الى تونس. كما انتشرت في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تعليقات وتأويلات عن اللوحة التي احتوت صورة « حنبعل » في طريقه الى غزو « روما » وكيف انها وُضعت عمدا في مكان لقاء الوزير الإيطالي مع الوزير التونسي كرد على تصريحات الوزير.

        هذه الاخبار المفبركة والمضحكة تعكس المستوى الهابط للوسط السياسي المحيط برئيس الحكومة وسعيه المحموم  لتلميع صورة « الشاهد » بهذا الأسلوب السخيف. فالمطلعون على جدول اعمال الوزير الإيطالي يؤكدون خلوه من زيارة « القصبة », ولوحة « حنبعل » في وزارة الداخلية موجودة منذ سنوات فعن أي بطولات يتحدثون!.

  المعارك الحقيقية للحاكم المخلص

          لو كان حكام تونس صادقين في البحث عن إنجازات حقيقية ترفع من شانهم امام شعوبهم لكان الأولى بهم العمل على القضاء الفقر والخصاصة الذي يعاني منه قطاع واسع من الناس نتيجة سياسة استعمارية متواصلة  منذ عشرات السنين, ولبادر بإيقاف الشركات الناهبة للثروات الامة و بعضها منذ زمن الاستعمار , فتحرير البلاد من شركات النهب في البترول والغاز والملح والفسفاط محلية كانت او اجنبية  هو من أوكد الواجبات على كل حاكم يدعي الصدق والإخلاص للأمة.

        لو كان « يوسف الشاهد  » صادقا في البحث عن إنجازات حقيقية لقاد حملة فساد حقيقية لا تستثني أحدا ولوضع الفاسدين الذي يعج بهم حزب « نداء تونس » والمقربين منه ولسحب البساط من تحت كل من يكيدون له.

        لو كان صادقا لأوقف نسق الاستيراد العشوائي الذي لا يخدم إلا مصالح رجال الاعمال المحيطين بالسلطة والشركات الأجنبية ويزيد في اختلال الميزان التجاري والمديونية الخارجية التي يدفع نتائجها الأجيال الحاضرة واللاحقة.

          ليست مجالات الإنجاز والبطولة هي ما ينقصنا في  تونس , إن ما ينقصنا فعلا هو الحاكم المخلص لامته الجريء في اتخاذ القرار الذي يصلح أوضاعها ويرفع من شانها والذي يراعي مصلحتها وخصوصا المحتاجون والمحرومون والضعفاء من أبنائها. أن الحاكم المخلص هو من يقطع مع كل اشكال التبعية الفكرية والسياسية والحضارية لأعداء الامة من الغرب الأوروبي والأمريكي وهو الذي يراهن على شعبه وعلى عمقه الحضاري بين الامة الإسلامية.

  معركة « يوسف الشاهد » الحقيقية

        أما ما قام به « يوسف الشاهد » خلال السنة الحالية من تقديم وعود للاتحاد الأوروبي بترسيخ نفوذه في تونس وإنجاز اتفاق الشراكة الموسع   ALECAمعه خلال سنة 2019 رغم آثاره الوخيمة المتوقعة على اقتصاد البلاد, وكذالك موافقته التامة على شروط صندوق النقد الدولي وإشراف الصندوق المباشر على تنفيذ سياسته, كل هذا ليس من سمات الحاكم الحريص على مصالح شعبه ومستقبل أجياله بل هو من صفات الخادم للغرب ولشركاته وبنوكه على حساب شعبه, وكل هذا من اجل البقاء في السلطة والصمود في وجه كل محاولات تنحيته وإسقاط حكومته.

        فالسند الحقيقي » للشاهد » هو سند خارجي أُسند له على قدر الخدمات التي يقدمها للغرب لذلك فهو باق رغم كل المشاكل التي اُحيطت به, فالخطوط العريضة للسياسة الداخلية في تونس تسطرها الأوامر الخارجية ولا تؤثر فيها المعارك الداخلية مع حزبه أو مع الاتحاد طالما يستطيع المسئول الكبير حسمها في الوقت المناسب.

      هذه هي معركة يوسف الشاهد الحقيقية وهي التي حقق فيها للاتحاد الأوروبي ولصندوق النقد الدولي كل من طلبوه على امل ان يبقى كما وعدوه, أما أهالي « نابل » وبقية المهمّشين في بقية مدن تونس فليس لهم إلا العنتريات الفارعة والمعارك الوهمية اللهم اذا قرروا أن يغيروا ما بأنفسهم.

محمد مقيديش

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )