يا شوقي الطّبيب هل تحتاج تونس دعم العدوّ الأمريكي لافتتاح مكتب جهويّ؟

يا شوقي الطّبيب هل تحتاج تونس دعم العدوّ الأمريكي لافتتاح مكتب جهويّ؟

الخبر

06 أفريل 2019، في مدنين دشّن رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شوقي الطبيب المكتب الجهوي للهيئة بمدنين، بحضور  » دونالد بلوم » السفير الأمريكي بتونس. مع العلم أنّ افتتاح مكتب مدنين يتمّ بدعم من المركز الأمريكي لمحاكم الولايات.

التعليق

السفير الأمريكي « دونالد بلوم » هو أحد عرّابي المخابرات الأمريكية من الذين خطّطوا وتآمروا لاغتصاب القدس في إطار ما يُسمّى « صفقة القرن »، وهذا السفير أحد أبرز مهندسي الفوضى والخراب في ليبيا ومصر وأفغانستان والكويت والأردن والسعوديّة تحت مضلّة الدبلوماسية والتحالفات الاستراتيجية.

هذا هو ما يحسن فعله السفير الأمريكي أينما حلّ أو ارتحل، ولكنّ الحكومة في تونس كعادتها لا ترى مانعا أنْ تدخل عدوّا للبلاد، وتمهّد لهذا الجاسوس الأمريكي أن يرتع في البلاد، كما يشاء، بل إنّ هذه الحكومة « الرّشيدة » تساهم في التضليل وتضفي على عدّو البلاد شرعيّة وتبجّله وتشركه في افتتاح مقرّ هيئة دستورية تدّعي محاربة الفساد وإنقاذ البلاد.

أليست محاربة الفساد تقتضي القضاء على منبع الفساد وأساسه؟ أليس الاستعمار هو أكبر فساد؟ أليست القضيّة اليوم هي تحرّر البلاد من الاستعمار؟ فما بال هذه الحكومة وموظّفيها تدخل الاستعمار للبلاد وتمكّنه من التّغلغل فيها؟

لقد صار من المعلوم بداهة عند الجميع أنّ أمريكا هي الدّولة الاستعماريّة الكبرى، وبخاصّة بلاد المسلمين، ولقد صرّح رئيسها بوقاحة مرّات ومرّات أنّ أمريكا تستعمر البلاد الإسلاميّة وتضعها تحت الحماية، فأعلن أنّ بلاد الخليج تقع تحت الحماية الأمريكيّة. ومعلوم أنّ « الحماية » مصطلح استعماريّ يعني الهيمنة، فطلب « ترامب » رئيس أمريكا من دول الخليج النّفطيّة ترفيع الإنتاج حتّى ينخفض سعر النّفط وقال: « على الدّول التي نحميها أن ترفع الإنتاج ».

إدخال أمريكا للبلاد والقبول بمساعداتها يعني أن نجعل لها سبيلا أن تعتبر تونس تحت الحماية الأمريكيّة. ونقدّم فرصة لمهرّجها « ترامب » أن يدّعي أنّه يحمي تونس، فلماذا يسمح شوقي الطّبيب للسفير الأمريكي ولأمريكا أن تتدخّل في بلادنا وسياساتها؟ ثمّ هل نحتاج مساعدة أمريكا العدوّ لفتح مكتب جهويّ كلّ أعماله إداريّة؟

أيّها « الطّبيب »: إنّ ما تفعله من السماح لأمريكا من التدخّل في تونس هو الفساد بعينه، بل هو من أكبر الفساد، لأنّ أمريكا دولة مستعمرة طامعة في بلادنا وأنت ترى ما فعلته في العراق وأفغانستان من التدمير والقتل وأنت ترى ما تفعله في سوريا من الدعم السفّاح بشّار وبراميله المتفجّرة، وأنت ترى دعمها لسيسي مصر الذي قتّل المصريين تقتيلا وهجّر أهل سيناء تمهيدا لصفقة القرن، وأنت ترى ما تفعله في ليبيا من دعم لحفتر ومرتزقته وعينها على تونس والجزائر. ثمّ أنت بعد ذلك تضع يدك في يد سفير أمريكا المجرم الذي عمل ويعمل على جعل القدس أرضنا ومسرى نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، عاصمة لكيان يهود الغاصب.

إن ما تقوم به أمريكا اليوم هي محاولة لخلع الأبواب والتغلغل في مفاصل البلاد من خلال تسربها وتركزها تحت مسمى المجتمع المدني والهيئات الدستورية والمساعدات المالية بحثا منها على مكان يضمن لها التحكم في القرار السياسي وتكوين شبكة من العملاء الخونة يعملون في خدمتها ويضمنون مصالحها ويركزون نفوذها وسلطانها في شمال إفريقيا.

مع كلّ يوم يتبيّن أنّ الحاجة ملحّة إلى عمل حقيقيّ لتحرير البلاد من الاستعمار الذي يأتيها من كلّ مكان، وتتأكّد الحاجة إلى رجال دولة حقيقيين يقومون لقيادة شباب تونس الثّائر نحو التحرّر الكامل من الاستعمار وتتأكّد الحاجة إلى بناء دولة حقيقيّة أمرها في أيدي رجالها ونظامها من عند ربّ العالمين.

ممدوح بوعزيز

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus (0 )