أمريكا تواصل محاولات الاختراق في تونس: « مذكرة تفاهم » بين وزارة الداخلية ومعهد الولايات المتحدة للسلام

أمريكا تواصل محاولات الاختراق في تونس: « مذكرة تفاهم » بين وزارة الداخلية ومعهد الولايات المتحدة للسلام

أعلنت وزارة الداخلية يوم الأربعاء 11 ماي 2022، عن توقيع مذكرة تفاهم بينها وبين معهد الولايات المتحدة للسلام في مجال التكوين وتعزيز القدرات، وذلك خلال حفل انتظم أمس الثلاثاء، بحضور ممثلين عن هذا المعهد والمكتب الدولي لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون بتونس وعدد من الإطارات السامية بوزارة الداخلية.

وتهدف هذه المذكرة، وفق بلاغ صادر اليوم، إلى « تعزيز سبل التعاون في مجالات الحوكمة والتصرف الحديث وفض النزاعات والتخطيط الإستراتيجي وإدارة الحوار لبناء القدرات وتطوير قطاع الأمن وحقوق الإنسان وبناء السلام ».

ولدى إشرافه على هذا الحفل، نيابة عن وزير الداخلية، أكّد رئيس الديوان، الطاهر بوسعادة في كلمة بالمناسبة على « دعم الوزارة لكل المبادرات الرامية إلى تكريس دولة القانون وإحترام حقوق الإنسان بما يتماشى مع المسار الإصلاحي الذي انتهجته الوزارة ».

من جهته أكد ممثل معهد الولايات المتحدة للسلام على مواصلة دعم هذه المؤسسة لوزارة الداخلية في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.

التّحرير:

معهد الولايات المتحدة للسلام بالإنجليزية: United States Institute of Peace)‏ هي مؤسسة أسسها الكونغرس الأمريكي في 1984 ويقع مقرها في واشنطن العاصمة، ويزعم مؤسّسوها أنّ هدفهم منع النزاعات الدولية عنيفة وحلّها، وتعزيز الاستقرار بعد الصراع والتحولات الديمقراطية.

يتلقّى « معهد الولايات المتحدة للسلام » تمويلاته سنويًا من الكونغرس. في بعض الأحيان، يتلقى المعهد تمويلات من الوكالات الحكومية، مثل وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع.

أمريكا هي الدّولة المحاربة الأولى في العالم فهي وراء كلّ حروب العالم اليوم منها ما تشنّه بعسكرها ومنها ما تؤجّجه وتلهب ناره كما هو الحادث في أوكرانيا. وبعد أن تصنع أمريكا الحرائق والحروب ترسل منظّمات تصنعها لتخترق الدّول بزعم إحلال السّلام وإعادة الإعمار والبناء.

فمن « الإنجازات » المزعومة لهذا المعهد الأمريكي للسّلام :

العمل مع قادة المجتمع لبناء سلام قائم على علاقات الجوار في العراق. ومن حطّم العراق تحطيما؟ أليست هي أمريكا

العمل مع زعماء القبائل، المعلمين، وقادة المجتمع المدني لتدعيم صناعة السلام في السودان. ومن قسّم السّودان؟ ومن جعل السّودان يعيش المجاعة رغم أنّها قادرة أن تكون سلّة الخبز لكلّ البلاد الإسلاميّة؟ أليست هي أمريكا؟

تدريب المئات من القادة الدينيين النيجيريين الصغار، النساء، الشباب من جميع أنحاء البلاد ليصبحوا صناع سلام، والمساعدة على إرساء السلام في أكبر مساحة ممكن في مشهد الأحداث. ومن يعمل على السيطرة على البلدان الإفريقيّة؟ نيجيريا معلروفة بثرواتها النّفطيّة الضّخمة ولذلك فتّش فستجد أمريكا هناك فهل معهدها للسّلام هذا من أجل السّلام ونيجيريا تأكلها الأزمات، أم من أجل النّفط؟

العمل مع مجلس الأمن الدولي لعقد سلسلة من الاجتماعات بهدف المساعدة على تنمية استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب. ومن صانع الإرهاب في العالم؟ أليست هي أمريكا؟

المساعدة على إرساء دور القانون، وإعادة البنى الأساسية في أماكن مثل أفغانستان، العراق، ليبريا، فلسطين، ونيبال. معهد السّلام في إفغانستان، فمن احتلّ أفغانستان عشرين عاما ثمّ تركها مدمّرة؟ ومن يدعم الكيان الصّهيوني في فلسطين ويمدّه بالسلاح والدّعم السياسي والمعنوي أليست هي أمريكا؟

إصدار سلسلة كتب بارزة عن سلوك ثقافة الحوار، field-defining textbooks on conflict management، والتدريب على طريق الانترنت المتاح عالميا. وهذا هو أسلوب الأمريكان في اختراق العقول والشّعوب

هذا هو معهد الولايات المتّحدة الأمريكيّة للسّلام الذي تتعاقد معه وزارة الدّاخليّة، ومن أجل ماذا؟ من أجل التّعاون الأمني، فهل تعرف أمريكا غير الهيمنة وإثارة القلاقل والحروب، والصّراعات، فأمريكا إذا عجزت عن إخضاع بلد أثارت فيه القلاقل والنّزاعات، عن طريق مثل هذه المنظّمات، زمع ذلك وزير الدّاخليّة يعقد معهم مذكّرة تفاهم، ويُدخلهم إلى وزارة الدّاخليّة التي هي وزارة سيادة، أليس هذا تفريطا في السيادة لعدوّ ظاهر العداوة. ثمّ أين الرئيس قيس سعيّد أم إنّه لا يزور وزارة الدّاخليّة إلّا ليلا، من أجل منع مظاهرة، فماذا عن العدوّ الأمريكي؟ ماذا عن داعم الكيان الصّهيوني؟ ألا يمثّل اختراقا لوزارة الدّاخليّة؟ بلى إنّه اختراق وأيّ اختراق فمذكّرة التّفاهم التي وقّعتها وزارة الدّاخليّة تشمل الحوكمة والتصرّف وهذا يعني إطلاع الأمريكان على أدقّ الأسرار التي هي أسرار دولتنا، ومذكّرة التّفاهم تشمل التّخطيط الاستراتيجي نعم الاستراتيجي، بما يعني أنّ الأمريكان هم من سيضع الخطط لوزارة الدّاخليّة وزارة السيادة فاين السيادة؟ أـليس هذا هو الاحتلال؟

أمريكا عدوّة للمسلمين عداوتها ظاهرة بيّنة، ومع ذلك يُدخلها الرئيس ووزير داخليّته ويمكّنونها،

فماذا يُمكن أن نسمّي هذا؟ أليس هو الخيانة بعينها؟

وماذا عن جماعة المعارضين للانقلاب وماذا عن جبهة الخلاص وماذا عن الوسط السياسي، هل عميت أبصارهم عن هذه الاختراقات؟ لا نراهم إلا موافقين عليها فهم لا ينتقدون الوزير ولا رئيسه إذا رهن تونس لأعدائها لأنّهم (ببساطة) يعتقدون اعتقادا في تبعيّة تونس للمستعمرين ولكن اعتراضهم على الرئيس ووزيره يأتي من باب الحسد فهم لا يريدون إلا المناصب والكراسي، فلذلك لا تراهم يتكلّمون عن هذه المذكّرة ولا يشيرون إليها مجرّد الإشارة، بل لعلّهم يحسدون الوزير ورئيسه على هذا « العطف » الأمريكي، ولقد سمعنا بعضهم يقلّل من شأن الاهتمام الأمريكي بالرئيس بدعوى أنّ أمريكا لا تُرسل إلى تونس في هذه الأيّام إلّ مسؤولين من درجة رابعة، فهو يريدهم من درجة لتكون التبعيّة والذّلّ من درجة أولى.

فأين رجال تونس؟ أليس الأوان أن نتخلّص من هذا الوسط السياسي الخرب، من هذا الوسط السياسي (رئيسا ومعارضة) العميل الذي لا يُحسن إلا الانحناء والذلّ.

CATEGORIES
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )