إذاعة (شمس أف أم) تمنع حزب التّحرير من حقّ الردّ والتّصحيح

إذاعة (شمس أف أم) تمنع حزب التّحرير من حقّ الردّ والتّصحيح

بسم الله الرّحمان الرّحيم : تونس في 10/03/2023

الى السيّدة رانية مديرة التّحرير لإذاعة (شمس أف .م)

الموضوع: مطلب حقّ الردّ والتّصحيح لما جاء في برنامج (الماتينال) التالي ذكره ليوم 24/2/2023.

تحية طيبة، أمّا بعد: سيدتي الكريمة، بعد الاستماع إلى المهزلة الصباحية المشار إليها أعلاه، اتصلت بمؤسّستكم هاتفيا ولم أتحصّل عليك رغم أهمية الموضوع والتجاوزات التي اقترفت على موجات اذاعتكم المحترمة. فتعهّدت مصالح الاستقبال بإيصال مطلبي في حق الرد إلى سيادتكم. وبعد أسبوع ويزيد، لم أتلقّ إلى يومنا هذا، أي ردّة فعل من جانبكم. لذلك اتوجّه إليكم الآن كتابيا لشرح المشكلة حتى أتمكّن من حق الردّ والتّصحيح في حقّ حزب التحرير لإنارة الرأي العام حول الشبهات التي وجّهت إلينا ظلما وبهتانا وتضليلا للرأي العام على موجاتكم الإذاعيّة صباح يوم الجمعة 24/2/2023. وإليكم التّفاصيل والحيثيّات:

– بمناسبة اعتزام عقد، حزب التحرير، مؤتمره السنوي للخلافة بتاريخ 25/2/2023 تحت عنوان: « انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلاّ بدولة الخلافة »، عبّرت أحزاب ومنظّمات أخرى، عن معارضتها لأحقية عقد مثل هذه المؤتمرات في تونس، لاعتبارات أيديولوجية بالنسبة للبعض وخدمة للغرب الكافر المستعمر وأذنابه بالنسبة للبعض الآخر. علما وأنّ توقيت المؤتمر جاء متزامنا مع حملة التآمر على أمن هيئة الدولة التي شنّها الرئيس والأجهزة الأمنية على الأطراف المتّهمة سابقا بالدولة العميقة أو الفاسدة والتي تتصدّى للمشروع الرئاسي الأخير.

– فقام المنشّط الإذاعي مالك الدخلاوي باستدعاء السيد منير الشّرفي للحوار معه حول إشكالية: السماح لحزب التحرير بالنشاط وعقد المؤتمرات خاصة وأنّ حزب التحرير لا يمكن أن يحسب على المعارضة ولا حتى على السلطة الحاكمة. فهو حزب ثوريّ مبدئيّ يعمل على الانقلاب الشامل على المستعمر وأعوانه. ولكن ما راعنا إلاّ أنّ المنشّط تعمّد تشويه الحزب وألصق به ما ليس منه وكال له التهم الآتي ذكرها:

  • مقاربة الحزب المرسّم بالرائد الرسمي للبلاد التونسية بشبهة الإرهاب افتراء، عبر إلصاق مصطلحات خطيرة أهمّها عبارة: « إمارة » (والتي تنسب إلى الجهات الإرهابيّة وتثير الخوف لدى الشعب التونسي). والجدير بالذكرأنّ الحزب منذ نشأته في بداية الخمسينات، لم يستعملها بتاتا في كل منشوراته وخطاباته الخاصة والعامة، بل استعمل عبارة « ولاية » كما جاء في الدستور وفي كل البيانات والمناشير التي أصدرها الحزب في تونس أو في غيرها من الولايات الاسلامية التي ينشط فيها الحزب كولاية كينيا أو نيجريا أو باكستان، فحزب التحرير يتبنّى الإسلام كاملا غير منقوص وغير محصور في عرق أو قطعة أرض قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء:107.

  • كما صرّح بكل سفور وتحدّ، أنّه تعمّد عدم إعطاء الطرف الغائب حقّه في الردّ والحضور.كما عبّر عن ذلك في آخر الحوار ولمدة تزيد على الثلاث دقائق كاملة (3د) بقوله: إنّه وبصفته ابن المدرسة العمومية التونسية وابن دولة الحداثة والمدنية التي ترعرع فيها وتعلم فيها، لا يمكنه أن يتحلّى بالحياد الصحفي، أمام هذا الفكر الذي يدعو إليه الحزب وأنصاره ومؤيّدوه، لأنّ حزب التحرير يدعو للإطاحة بالدولة المدنية ويعمل لاستئناف تطبيق الإسلام في الرعاية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم واقامة الحدود الربانية وحمل الدعوة الإسلامية إلى الخارج لكل شعوب العالم دون تمييز في العرق أو اللون من بني الانسان، أي يدعو لإقامة الدولة الإسلامية، دولة « الخلافة » التي أسّسها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في المدينة المنورة (وهي المدينة التي زارها ويزورها كل المسلمين من تونس باشتياق وشغف وتقدير لمكانتها في عقول وقلوب كل المسلمين من تونس العراقة وتونس الحداثة بخاصة والعالم الإسلامي أجمع بعامة). وقد برّر هذا الموقف بأنّه لا يحقّ لأيّ صحفي أن يعطي الكلمة للفكر العنصري وكذلك الإرهاب، لا يحق لأي صحفي أن يعطيه الكلمة، ناعتا الحزب بالإرهابي ظلما وزورا.

  • ولم يكتف مالك بالخروج عن أبجديّات المهنة،  بل زاد عن ذلك وأخذ يتهجّم على الدولة ومؤسّساتها التي لا تحرّك ساكنا لإيقاف نشاط الحزب قائلا: « النيابة العمومية ويني » بلهجة استخفاف بقدرات تونس في مجال مقاومة الإرهاب (كأنّه من أهل الاختصاص في قضايا الارهاب أو حتى دارس للحركات السياسية في تونس). وأضاف « كيف تفكّر الدولة عند هذه الرسائل » اشارة الى رسائل حزب التحرير، منصّبا نفسه ـ وللأسف بدون رصيد ـ من قادة الرأي في تونس، حيث قال بلغة من دفعه لهذه المهزلة الصحفية؛ « En tant que leader d’Opinion « .

وهكذا يتبيّن أنّ المنشّط مالك الدخلاوي في حاجة أكيدة وماسّة الى رسكلة وتكوين تكميلي في مادة: نزاهة وأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام، أو أن يقع حصر عمله في قراءة ما يكتبه صحفيّون مهنيّون مختصون نجحوا بجدارة في الجامعة التونسية والتي تعدّ مفخرة للمؤسسات التونسية الحديثة في العالم العربي والإسلامي.

في الختام أقترح على شمس ف م، وبكلّ تواضع، أن ترسم سياسة أكثر نجاعة لرقابة الجودة في محتوى البرامج التي تبثّ من موجات مؤسستكم العمومية الموقّرة.(خاصة وأنّكم لاحظتم أنّ كلّ من والي أريانة وممثلين عن الدستوري الحر امتنعوا عن الاستجابة لطلب المنشّط بالمشاركة في البرنامج وربّما كان سببه المستوى المتدنّي للحوار، فالمسؤولية الوظيفية والسياسية تقتضي ذلك).

لذا ولكلّ هذه الأسباب أطالب بحقّ الردّ والتّصحيح، على المنشط من ناحية وخاصة على ضيفه السيد منير شرف الدين رئيس مرصد الدّفاع عن مدنيّة الدّولة (الذي قبل ـ رغم « مدنيته » و »نزاهته » ـ أن يصارع الحزب غيابيا وبحضور جمهور المستمعين، في لقاء خاص بدون حضور الحزب وجها لوجه المنشط قائد الرأي)، وقد تهجّم بدوره على الحزب وكال له التّهم: (حزب التّحرير مخلّي الدّولة في خطر وكيان الدّولة مهدّد ـ حزب التّحرير لا يؤمن بالدّولة ـ موقف غريب من السّلطة أن تسمح له بالنّشاط وتنظيم مؤتمره)..فإذا أمكن ذلك.من باب المعاملة بالمثل، أو على الأقل بحضوره، فنحن لا نحتكر المعرفة، ولا نخاف المواجهة ولا نخجل من أهدافنا ومن آرائنا.

مشكورة على حسن الفهم والرد، بما يليق بمكانة مؤسّسة (شمس أف م) من ناحية، وبما يليق بمكانتك كصحفية، وكإعلامية، وخاصة كمهنية (حق التصحيح و الرد)، من ناحية أخرى.

والسلام عليكم ورحمة الله،

أحمد طاطار: عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية تونس.

CATEGORIES
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )