المسَّماة « رجاء بن سلامة » « ماذا فعلتم بأطفال هذا البلد؟! فواعجبا كم يدّعي الفضلَ ناقصُ !!

المسَّماة « رجاء بن سلامة » « ماذا فعلتم بأطفال هذا البلد؟! فواعجبا كم يدّعي الفضلَ ناقصُ !!

في تدوينة لها على موقع التّواصل الاجتماعيّ   » الفايسبوك  » أطلقت « رجاء بن سلامة » صيحة فزع فحواها ما يلي:

« ماذا فعلتم بأطفال هذا البلد؟

1664 مدرسة قرآنيّة و47 ألف طفلا وطفلة بين سنّ الرّابعة والخامسة يدرسون فيها. رقم مهول، وخبر مفزع مرّ مرور الكرام. ولا أدري أين وزارة المرأة والطفولة ووزارة التربية خلال السّنوات الأخيرة.

ماذا يدرسون؟ ماذا يلقّنون؟ من يدرّسهم؟ كيف سيكونون؟ هل سنواصل زرع تديّن الخوف والتّكفير في العقول؟

سيقول بعضهم: الكثير منا درس في المدارس القرآنيّة ولم يصبح إرهابيّا، أجيب: نحن في سنة 2017، ونعيش في زمن أصبح الإرهاب فيه يجذب المراهقين والشبان في العالم أجمع.

سيقول بعضهم: أنت تعادين الإسلام، فأجيبه: لا أعادي الإسلام، بل أنبّه إلى أنّ الإسلام السّائد لم يتمّ بعد إصلاحه ومصالحته مع الدّولة المدنيّة وقيم الدّيمقراطيّة. ما زال إسلام الطّاهر الحدّاد والمصلحين لم ينتشر بعد.

يقول السيّد رئيس مصلحة المدارس القرآنيّة إنّ هذه المدارس مراقبة، أقول له: كيف تمكن مراقبتها؟ هل ستضع الوزارة حارسا على رأس كلّ مدرّس؟ وهل يمكن أن نمنع تأثّر الأطفال بمن يظهر تعصّبهم وتشدّدهم من زيّهم وأقوالهم وأفعالهم؟

والمدارس الأخرى التي ليست تحت المراقبة؟

هل هذا الوضع طبيعيّ في بلاد اكتوت بنار الإرهاب؟

صيحة فزع، أرجو أن تجد آذانا صاغية…… ! »

هذا ما أفزع   » هذه المربّية   » إقبال الأولياء على المدارس القرآنيّة وتزايد عدد الأطفال في هذه المدارس بحجّة أنّ في ذلك  » تفريخ للإرهاب  » ونشره …

لم يفزع رجاء  بن سلامة انتشارآفة المخدّرات في صفوف الأطفال, وارتفاع  نسب المدمنين عليها, والذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 سنة, إذ بلغت نسبة  60٪‏ من 311 ألف مدمن في تونس,  حسب ما أصدره البرنامج العالمي لمكافحة المخدرات والجريمة (UNODC), أي 186 ألف  طفل مدمن تقريباً, وهو ما يمثّل أربعة أضعاف عدد الأطفال الذين يرتادون المدارس القرآنية.

ونذكّر بن سلامة ببعض ما تتسبب فيه هاته الآفة من دمار في مجتمعنا:

من أهمّ آثار المخدّرات على الفرد أنّها  تتسبّب في حدوث التهابات في خلايا المخّ وتآكلها، وهو ما يؤدّي إلى فقدان الذّاكرة والهلوسة السّمعيّة والبصريّة والعقليّة في أحيان كثيرة, وإلى اضطرابات شديدة في القلب, قد تعرّض المدمنَ إلى ذبحة صدريّة وانفجار في شرايين القلب. كما ينتج عنها غياب للعقل واضطراب الإدراك الحسّي, وانخفاض المستوى الذّهنيّ والكفاءة العقليّة, وغيرها من الأمراض القاتلة.

وتؤثر هذه الآثار سلبا على مستوى الطّفل التّعليميّ والمعرفيّ, وقد يصل الأمر إلى حدّ الانقطاع عن الدّراسة, وهو حال عدد كبير من التّلاميذ في تونس.وحسب آخر الإحصائيّات فقد بلغت نسبة مستهلكي مادة القنب الهنديّ (الزّطلة) 54 ٪‏ من التلامذة بالمعاهد.

وأما على الصعيد المجتمعي فآثارها مدمّرة أسريّاً, وهي من الأسباب المباشرة في ارتفاع نسب الانتحار والسّرقة والجريمة.

كان حريّا « بهذه المربّية  » أن يكون نداؤها لوزارة المرأة والطّفولة ووزارة التّربية, بهدف القضاء على المخدّرات ومحاربة انتشار القنب الهندي.. أو كان عليها أن تعمل على نهوض قطاع التّعليم وإصلاح المنظومة التّعليميّة, وتحسين المستوى الفكريّ والثّقافيّ لأبنائنا, وهي من تَعُدُّ نفسها من أهله وخاصّته؟؟!

لو كانت « بن سلامة  » صاحبة عقل راجح ووعي ثاقب لما غضّت الطّرف عن تفشي المخدّرات, وما تسبّبه من دمار صحّيّ وأسريّ ومجتمعيّ, لتهاجم التّعليم القرآنيّ الذي يدعو إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق, وما فيه من طمأنة للقلوب وتهذيب للأذواق..

يقول الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). سورة الرعد

كما قال  سبحانه و تعالى : {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} سورة  الإسراء 82

لقد أعلنت هذه  » الجامعيّة  » في عديد المرّات, وصراحة عن موقفها من الإسلام : « علاقتنا القديمة بالقرآن انتهت ولم يعد بإمكان الإسلام أن يكون نظاما شاملا للحياة  » (باب نات 25/ 05 / 2016 )    و:  » القرآن هو للعبادة وللتّأمّل الرّوحانيّ وللصّلاة لا للتّشريع ولتنظيم العلاقات بين النّاس.  » ( منتديات تونيزيا سات : تدوينة بن سلامة ). فأن تتذرّع الآن بحجج واهية لتحارب أحكام الإسلام ومظاهره, مثل الكتاتيب والمدارس القرآنية, وتظهر خوفها المزيف على البلاد وعلى أبنائها  – كما تدّعي – من  » الدّعشنة  » ومن  » الإرهاب « , فذاك أمر لم يعد يمرّ على كلّ عاقل, لأنّها في الواقع قد كشفت عن حقدها على الإسلام الذي تراه وغيرها من العلمانيّين غير صالح, وترى فيه إرهابا لأنّه لا يقبل بالدّولة المدنيّة (وفق مفهومها هي للمدنية), وسيأتي على مفاهيمها الغربيّة التي تعمل على إقصاء الإسلام كنظام يسيّر الحياة, لتأتي بقوانين وضعيّة فرضها النّظام الرأسماليّ العلمانيّ.

إنّ بن سلامة وغيرها من اللّاتي يعتبرن أنفسهنّ مثقّفات –  وهنّ يهاجمن الإسلام وأحكامه – لَسْنَ سوى  نتاجا لنظام علمانيّ فاسد وجشع, كرّسه الغرب الكافر ليصنع  » نُخباً  » منبتّة عن ديننا وهويّتنا وثقافتنا الإسلاميّة, نخباً جعلت شغلها الشّاغل الحرب على الإسلام وأهله… نخبا تسير وراء ركب يرى في الإسلام وفي الحكم بالإسلام إرهابا يهدّد مصالحهم, ويقصي حضارة الغرب التي تضبّعوا بها ولا يريدون عنها بديلا.

حين تصبح هذه النّخبة هي من تقوم على التّعليم في البلاد وهي التي  » تربّي  » أبناءنا, حينها نطلق صيحة فزع ممّا سيؤول إليه حالهم, نطلق حالة فزع علّها تجد آذانا صاغية من كلّ من يرى في الإسلام الذي نزّله الله على رسوله الكريم رسالة ورحمة للعالمين, حتّى يعلم كلّ مخلص لهذا الدّين أنّ حال أبنائنا لن يصلح إلّا بنظام خالقهم وبما أنزل من هدى ونور.

{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} سورة فصِّلت 44

– ثريّا بن عثمان –

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus (0 )