تحوير وزاري آخر.. فهل هذا هو الحل !!

تحوير وزاري آخر.. فهل هذا هو الحل !!

جولة أخرى من جولات العبث والفساد السياسي، التحوير الوزاري العاشر منذ ما بعد الثورة، بنفس العناوين الوهمية من مقاومة الفساد ومقاومة الإرهاب والتنمية… بوجوه جديدة بالية الملامح بالية الأفكار.

خرج علينا رئيس الحكومة يوسف الشاهد يعد بحكومة ستضرب بقوة على يد من يمسّ بقوت التونسيين، ويختار لها من جنود النظام البائد ما يختار، ومن الجالية اليهودية ما يرضيهم، في حركة سخيفة دنيئة لطمس ما تبقى من حراك ثوري وفكر ساع إلى التغيير الجذري.

يخرج علينا الشاهد بمسرحية أخرى من مسرحيات التحوير الوزاري، الذي ملّها الشعب ولم يعد يعطها تلك الأهمية القصوى، ليس من باب عدم الاهتمام السياسي كما يروجون، بل من باب عدم الثقة في هذه العصبة السياسية البرغماتية الفاسدة، التي لم نرى منها إلا التناحر العبثي والتجاذبات الشخصية الحزبية والحسابات الضيّقة، البعيدة كل البعد عن المشاكل الحقيقية والمعانات اليومية لعامة الناس.

تحوير وزاري لكسب المعارك الانتخابية القادمة وللاستهلاك السياسي، والتنويم أو التخدير الشعبي، في محاولة بائسة لبعث دماء راكدة في جسم محنط.

 نعم، اليوم وبعد ثمانية سنوات من الفشل والعجز بان بالكاشف أن الوجوه لا تُغيّر الوقائع وأن النجاح لا يرتبط فقط بالكفاءات العليا والشهائد الدولية والسير الذاتية المكتوبة وراء البحار، وهذا ما فضحه وكشفه واقع ومصير كل الحكومات السابقة.

إن السياسي المتتبع الواعي، ليس له بعد هذه التجارب الفاشلة إلا أن يقر صراحة ويصرخ بها دون تردد أن المشكل الأساسي لكل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية،  والمولد الحقيقي للفساد والإفساد هو النظام الرأسمالي العلماني بعينه، والذي اتخذ من هوى البشر مصدرًا للتشريع والتفكير وترفّع على شرع الرحمان خالق البشر, قال تعالى « ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير »

إن كل هذه التحويرات الوزاريّة وما رافقها من ضجة إعلامية مفبركة لا تتجاوز أن تكون مجرد مهاترات والهاءات ومغالطات وأوهام ووعد سراب. إن تعدد التحويرات الوزارية والحكومية هو إقرار في حد ذاته بالعجز والفشل, وبإفلاس النظام الحاكم في إيجاد المعالجات والحلول الكفيلة للخروج بالعباد والبلاد نحو النهضة الحقيقية والرقي الموعود لخير امة أخرجت للناس.

إن الحل كل الحل ليس في إبدال الوجوه، وان بلغت من الكفاءة ما بلغت، ولا في وزراء تمترسوا على أيدي دكتاتور طاغية، بل إن الحل الجذري يكمن في قلع هذا النظام الرأسمالي البشع وتثبيت النظام الإسلامي في ضل دولة الخلافة على منهاج النبوة.

ممدوح بوعزيز

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus (0 )