حكام المسلمين كما عهدناهم : خُطَب وجَعجعَات بلا  أفعال والمستعمر والمحتل في اطمئنان!!

حكام المسلمين كما عهدناهم : خُطَب وجَعجعَات بلا أفعال والمستعمر والمحتل في اطمئنان!!

 

الخبر:

أعلن الاحتلال أن إغلاق المسجد الأقصى سيستمر حتى يوم الأحد، وفرض إجراءات أمن مشددة بعد العملية التي قتل فيها شرطيان من شرطة كيان يهود واستشهد منفذوها الثلاثة.

وسارعت قوات الاحتلال إلى إغلاق مداخل المسجد الأقصى، ومنعت أهل فلسطين من إقامة صلاة الجمعة فيه، وهي المرة الأولى التي تمنع فيها صلاة الجمعة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين منذ حرق المسجد عام 1969.

 

التعليق:

 يحاول الجميع استغلال إغلاق المسجد الأقصى الشريف ليجدد إحياء هذه القضية المنسية في تصريحاتهم ولا سيما في الآونة الأخيرة مع تزايد الأزمات الداخلية في معظم البلاد الإسلامية، فعادوا ولكن باستحياء إلى خطاباتهم المشاعرية والتي دائما ما تأتي محاكاة لرغبة شعوبهم بضرورة تحرير الأقصى وامتصاصاً لشدة نقمتهم لهذا المحتل الغاصب الذي زاد من عنجهيته ليتجرأ ويقفل الأقصى فيتوقف رفع الآذان من مآذنه، وتدفق المصلين والزائرين له، والذي ما تجرأ لو كان للمسلمين قائد كصلاح الدين الأيوبي أو خلافة كخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.

وإليكم بعض ما جاء على لسان المنددين والمستنكرين والشاجبين خلال الأيام المنصرمة لنضع بين أيديكم مجموعة من الأسئلة التي تفرض نفسها جراء ما يصيب الأمة الإسلامية عامة وما يصيب أهلنا في فلسطين خاصة.

وأول ما نبدأ به مع ما يُسمى بالسلطة الفلسطينية التي خافت وفق المتحدث باسمها على أن يُعطِّل هذا التصعيد المساعي الأمريكية والدولية لإحياء عملية السلام وفق مبدأ « حل الدولتين »… عن أي عملية ما زالوا يتحدثون!! وأي عملية هم عليها خائفون!! تلك العملية المقيتة التي ترسخ وجود هذا الكيان الغاصب بتقسيم فلسطين بين أهلها وبين محتل أراضيها!! تلك العملية التي لن تنتهي إلا بتهويد الأقصى وما تبقى من فلسطين!! خسئ مأربهم وخاب مسعاهم فأرض فلسطين سيحررها جيش الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بقائد كصلاح الدين الأيوبي ليعيد العزة والنصر والتمكين وليدحر كل من دنّس مقدساتها ونكّل بشبابها ونسائها وأطفالها.

أما تركيا فقد طلبت وباسم رئيس وزرائها بأن لا يستمر إغلاق المسجد الأقصى المبارك، كما دعت وباسم وزير خارجيتها إلى احترام الأماكن المقدسة ومكانتها التاريخية باعتبارها ضرورة إنسانية وقانونية! عن أي إنسانية يتحدثون وهم يشاهدون يوميا انتهاكات يهود للأقصى وتدنيسهم له عند كل فرصة سانحة؟! أي قانون هذا الذي يسمح بفتح قنصلية لهذا الكيان الغاصب في أنقرة ويتم التعامل معه دبلوماسيا وسياسيا وأمنيا في أريحية كاملة!! نعم إذ لا ضير عند حكم علماني بهكذا قوانين تخالف الشرع والدين الإسلامي وتتحالف مع أعداء هذا الدين الحنيف ما دامت تحقق مصالحهم وتُبقي على كراسيهم التي لم تَدُمْ لمن قبلهم لتدوم لهم، فما بُني على باطل فهو باطل وزائل أمام الحق وأهله ولو بعد حين.

وما حكام الخليج بمنأى عن هذه الجوقة الاستعراضية، ينددون ويستنكرون كحكام قطر والكويت وغيرهم ممن اعتبر ما حصل استفزازا لمشاعر المسلمين عامة وانتهاكاً لحرية ممارسة الشعائر الدينية… على أي مشاعرٍ هم خائفون؟! أهي نفسها التي يتم استغلالها على منابرهم السياسية وتصريحاتهم التي تدغدغ تلك المشاعر لإيهام الناس أنهم هم أولياء الأمور الذين يديرون قضاياهم ويحمون مقدساتهم؟!!

أما السعودية ومن لفّ لفيفها باستعراض العضلات وعقد القمم والمؤتمرات تحت عنوان محاربة (الإرهاب) أينما كان وحيثما وُجد ولو كلّف ذلك القطيعة مع الجيران « قطر » أو خوض حرب دامية مباشرة « اليمن »، أنَفْهَمُ من صمتها المخزي أن الشلل أصابها تجاه الأقصى وحرماته المقدسة وأن ما يحدث مع أهلنا في فلسطين بعيد كل البعد عن (الإرهاب)!! نعم فـ(الإرهاب) المقصود في العرف الدولي هو كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين وليس بمن يحتل أراضي المسلمين وينهب ثروات الأمة الإسلامية وينتهك أعراضها ويعتقل شبابها وأطفالها!!

ولا يسعنا أن نبعد ملك الأردن وسيسي مصر، هذين العميلين اللذين ما انفكا عن التطبيع مع هذا الكيان الغاصب وإقفال الحدود المصطنعة لحمايته ولمنع الجيوش التي لا تفصلها عن مؤازرة المسلمين وتحرير الأقصى كما فعل القائد صلاح الدين الأيوبي إلا حكاماً زرعوا الرابطة الوطنية في النفوس بدل الرابطة العقائدية. حكام نشاهد بأسهم وضراوتهم بل وأنيابهم على شعوبهم الفقيرة والمضطهدة، فيلاحقون شبابها ويزجون بهم في السجون ويقفلون المعابر بوجه الحالات الإنسانية بحجة ضبط الحدود ومراقبتها لأن بلادهم تمر بأزمة أمنية!! فأين الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي ضعضعت بنيان العائلات والأسر المحتاجة جراء إهمالهم المستمر وسوء رعايتهم!!

بعد تلك الاستهجانات المدروسة والمحدودة بالقول دون الفعل والتي تضع الإصبع على الجرح الأليم، ذلك الجرح الغائر في جسد الأمة المنهكة والمتعبة بعد أن هدمت خلافتها فأصبحت لقمة سائغة في أفواه الذئاب الخبيثة المسعورة، لا يسعنا إلا دعوة هؤلاء المنددين والتي لا تترجم أقوالهم إلى أفعال يرتعد لها كل مجرم وكل غاصب وكل مستعمر، ندعوهم أن يخلوا الساحة للرجال المخلصين والقادة الميامين الواعين على قضايا الأمة المصيرية، ندعوهم لمعرفة قدر أنفسهم ومكانتهم عند شعوبهم التي وبأكثريتها كفرت بهم ونبذتهم وكشفت عوارهم، والتي لا ينقصها سوى أن تضع يدها بيد العاملين شباب حزب التحرير لإحداث التغيير المنشود وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بعد ملكهم الجبري هذا والذي جاء في حديث الرسول rحيث قال «… ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثمَّ سَكَتَ».

 

رنا مصطفى

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )