عمل حرائر الأمة ركن ركين في حمل الدعوة

عمل حرائر الأمة ركن ركين في حمل الدعوة

باسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله والسلام والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تخوض الأمة الإسلامية منذ ما يزيد عن القرنين مع الغرب معارك جد طاحنة من أجل البقاء فالغرب الكافر بالإسلام يرنو إلى محوه كعقيدة وتشريع ودين ليضمن لنفسه الغلبة والاستمرارية والسلطان.

وبعد هزائمه العسكرية المتوالية ضد المسلمين سعى الغرب الكافر إلى غزو الأمة الإسلامية فكريا فكان له سقوط الخلافة حامية الإسلام والمسلمين وهو يواصل المعارك اليوم للقضاء على الإسلام معتبرا أن المعركة معركة وجود.

وهنا تعددت جبهات المعارك فكانت ثقافية وحضارية واقتصادية وغيرها وتفطن الغرب إلى نقطة إستراتيجية هامة لكسب معاركه وهي المرأة المسلمة ومن ورائها الأسرة.

فالمرأة المسلمة باعتبار دورها الشرعي فهي مرسّخة للعقيدة في أبنائها وهي من تنشئ الجندي المسلم والشرطي المسلم والشباب المسلم وتؤسس بذلك للدولة المسلمة والمجتمع المسلم المناهض والمناقض للمجتمعي الغربي.

ونظرا للدور البارز الذي تلعبه المرأة المسلمة في هذه المعارك فقد تم استهدافها من الغرب على جميع المستويات: فاستهدفوها طفلة وشابة وامرأة استهدفوها بنتا وأختا وزوجة وأمّا باعتبارها قواما للأسرة المسلمة تعمل على أن يعيش وينمو أفرادها في إطار مخزون تشريعي وعقائدي وسلوكي يردهم للإسلام فينشئون على قيمه ومبادئه وثقافته في إطار استرجاع النموذج الحضاري الوحيد الكفيل بتحقيق النهضة والتصدي للنموذج الحضاري الغربي.

ومن أهم الآليات المعتمدة ضد المرأة المسلمة لتحييدها عن القيام بدورها هي آلية التشريع أو التقنين.

لقد نجح الغرب في تكريس الأنظمة العلمانية لحكم المسلمين ذلك أن الإسلام كدين يستوجب التسليم بحاكمية الله وحده سبحانه وليس للأمة إلا السلطان.

فخضوع المسلمين للأنظمة العلمانية هو أهم انتصار للغرب لأنه من المعلوم أنه لولا الإسلام وشريعته لما كانت لنا دولة إسلامية وما كان لنا  مجتمع مسلم ولما كان لنا تواجد بين الأمم.

ولا يخفى على كل ذي بصر أن أكثر ما تم استهدافه من قبل القوانين الكافرة بحاكمية الله والمكرسة لحاكمية البشر هو المرأة والأسرة، فأما المرأة فلأنها عماد الأسرة المسلمة وأما الأسرة فهي حصن من حصون المجتمع المتماسك.

وبعد نجاح الغرب في إرساء القوانين الغربية المخالفة لشريعة الرحمان في العلاقات العامة لم يبق للمسلمين من تشريعات دينهم  إلا تلك المتعلقة بالحياة الخاصة وبالتدقيق بالنظام الاجتماعي المتمثل في علاقة المرأة بالرجل وعلاقة الرجل بالمرأة.

فكان هنا زخم من التشريعات المتعلقة بالنظام الاجتماعي والضاربة لأحكام الإسلام كإجراءات الطلاق وتعدد الزوجات والنفقة بل وسمحوا لأنفسهم عن طريق قوانينهم وبواسطة آلياتهم المتمثلة في الهيئات والجمعيات أن يكونوا أوصياء على الزوجة ويحولوا دون الصلح في بعض الخلافات الزوجية في إطار استبدال النظام الاجتماعي الإسلامي بقانون سيداو وحتى يسهل تمريره في البلد سموه عندنا في تونس بقانون مناهضة العنف ضد المرأة.

ولعمري فإن الاعتداء على قوانين الأسرة المسلمة ونظمها وعرفها أمر جد خطير لم يصل إليه حتى الغرب الذي ابتدع نظام فصل الدين على الحياة او الدولة اذ بقيت الأحوال الشخصية خاضعة لما يعتبرون تشريعاتهم السماوية ولكن بالنسبة للمسلمين فهذا غير مسموح به إذ أن الغاية هي تلاشي الإسلام من صدور البشر.

ومن باب دس السم في الدسم والادعاء بتكريس حرية المرأة وحماية حقوقها فقد تلخصت أهداف هذه القوانين في  القضاء على اللباس الشرعي، إباحة الاختلاط للمرأة بالرجل، منع الزواج بأكثر من واحدة،  تقييد الطلاق ووجوب وقوعه أمام القاضي وإباحة زواج المسلمة بالكافر…

باسم المساواة أجبروا المرأة على الخروج لكسب قوتها معرضين إياها للقهر والذل والشقاء بعد أن كانت عزيزة مكرمة لا تخرج إلا ابتغاء لمرضاة ربها بطلب علم وغيره من الغايات النبيلة وفي إطار منظومة كاملة تحميها وتذود عنها.

وباسم الحريات كشفوا عوراتها واستباحوا عرضها وجعلوها مشاعة للرجال فأصبحت تباع وتشترى في بيوت الدعارة بل وتعتبر المرأة التي تبيع عرضها موظفة وللدولة نصيب مما تجنيه من بيع جسدها ويخرجون بكل وقاحة وصفاقة ويتحدثون عن حماية المرأة من زوجها وأبيها في إطار ضرب مؤسسة الولاية.

وجاءت العولمة بشعارات رنانة من قبيل الحرية والمساواة ورفض التمييز ونبذ العنف وحماية حقوق الانسان والصحة الإنجابية وغيرها من الشعارات التي تجذب إليها المظلومات وقد جيشوا لذلك وسائل إعلام مأجورة ومواد ثقافية من برامج أفلام ومسلسلات ورسومات وقصص وروايات بل حتى دور أزياء تفرض نمطا معينا يرى في العري موضة وجمالا ولا ننسى الدور الخبيث للجمعيات النسوية ومراكز الدراسات والبحوث والتخطيط بهدف الترويج لمفاهيم وقيم ومناهج وقوانين العولمة المختصة بالمرأة والأسرة. ولم تحقق القوانين الغربية والعولمة الاّ حق الإباحية والشذوذ الجنسي وحق التثقيف الجنسي للأطفال والدعوة إلى الحرية الجنسية والاباحية للمراهقين وذلك للقضاء على الانسان السوي باعتباره مخزونا بشريا.

واستهدفوا ترابط الأسرة من حيث نزع السلطة الأبوية والتربوية للوالدين بتكريس ما يدعون من حق الأبناء في رفض سلطة الآباء عليهم.

فليس للآباء منع المراهقين من الممارسة الجنسية واتباع باقي أشكال الانحلال وإلا اعتبر ذلك قانونا عنفا أسريا يوجب المعاقبة الجزائية للوالدين.

كما مسوا تماسك الأسرة الناتج عن التكامل نظرا لاختلاف الأدوار بحيث يكون كل طرف بحاجة للآخر واعتبروا الزوجة مماثلة للزوج في الواجبات من إنفاق وغيرها وأعطوا للرجل صلاحيات الأمومة في استهداف واضح لدور الأمومة فبدعوى « تمكين المرأة » تم إخراجها  قسرا للعمل خارج المنزل فأصبحت تتعلل بأعباء العمل لترفض القيام بأعمال المنزل ولنفس السبب أعطيت حق تحديد الحمل وحق الإجهاض.

ولا يمكن لمدعي الحرية و المساواة إنكار ما تعيشه المرأة العاملة اليوم من أزمات نفسية واكتئاب امتد لأبنائها وأثر على علاقتها بهم وبزوجها فهي كالوردة التي تم بتّها من تربتها.

ومن جرائم هذه القوانين العلمانية تكريس جرم « مبدأ حرية المرأة بالتحكم في جسدها » فلها الحق في ربط العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج مع ما لذلك من مخاطر على اختلاط الأنساب ونشر الرذيلة وصرف الشباب عن الزواج وتكوين أسر صالحة وفي المقابل ابتدعوا جريمة « الاغتصاب الزوجي ».

لقد ضربت القوانين العلمانية الأسرة المسلمة في مقتل وأفرغتها من وظائفها الأساسية عندما ألغت مؤسسة « قوامة الرجل » وحلّ القانون الجائر والمعتلّ محلّ المودّة والرّحمة كرابط مؤطر لعلاقة الزوجين.

فماذا بقي من الأسرة بعد انتزاع الأمومة من الأم والقضاء على الأبوة المكرسة للدور الرعائي والتربوي والحمائي للأب فتفاقمت المشاكل وتصدعت الأسر بالطلاق وباتت القوانين العربية والاتفاقيات الدولية هي المربي والوصي لا الأسرة.

ومهما يكن من أمر وبغض النظر عن استهداف الأسرة المسلمة بغاية تدمير هذا الحصن الشامخ في المجتمع المسلم والأمة الإسلامية فإن النموذج الغربي في ذاته لا يرقى لأن يكون نموذجا مضيئا للأسرة المثالية فالغرب ينظر للأسرة من كونها وحدة منتجة لا غاية منها الا زيادة الإنتاج وتحقيق الأرباح وحماية مصالح الرأس المال النافذ وامتدت هذه النظرة للمرأة فكانت مستباحة في جسدها لا ينظر إليها إلا كوسيلة لتحقيق المال وإشباع الغرائز.

أما الأسرة في الإسلام فهي حصن شامخ في المجتمع فيها المودة والرحمة وفيها التكامل والتآزر وهي مرسّخة العقيدة راعية الأخلاق بانية الأجيال والساعية لتحقيق نهضة الأمة فهي الجُنّة باعتبار أن عيالة الرجل لأسرته عبادة وطاعة المرأة لزوجها عبادة وتربية الأبناء عبادة للمولى وطاعة له يُبتغى منهم كسب رضاه ونيل الجنّة.

فكانت الأسرة في الإسلام منسجمة مع الفطرة مساهمة في تحقيق السعادة راعية للأفراد مصدرا للاستقرار والطمأنينة.

ويكفي التأمل في النظام الاجتماعي في الإسلام حتى نتبين الأهمية التي أولاها إياها الإسلام وذلك بتخصيصها بأحكام تفصيلية تحدد العلاقات الأسرية منذ يكون الإنسان جنينا الى ما بعد وفاته ولم يغفل التشريع الاسلامي شاردة ولا واردة الا أتى عليها.

ولا يخفى أحدا أن الإسلام جعل من المرأة عماد الأسرة وخصها بأحكام لحمايتها في جسدها ونفسيتها وعرضها فهي قرة العين التي لا يكرمها الا كريم ولا يهينها الا لئيم وهي الأم التي يستوجب برها وهي البنت التي ننال بتربيتها الجنة وهي الأم التي تحت أقدامه الجنة وهي في جميع حالاتها المصون: فهي أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان.

وهنا اعتبر الإسلام أن عمل المرأة في تربية الأبناء وتحقيق استقرار الأسرة هو عملها الرئيسي فالمكان الطبيعي لعمل المرأة هو بيتها ولا يكون خروجها الا لضرورة حياتية أو شرعية أباحها الشرع أو أوجبها عليها فالمرأة في الإسلام مكرمة تلبى حاجياتها ولا تُضطر لكسب قوتها بنفسها.

وما من شك أن التزام المرأة ببيتها من منطلق إسنادها أدوارا جد هامة يمكن ممارستها من منزلها موافق لفطرتها وطبيعتها النفسية والجسدية.

واعتبارا لكون الإسلام أولى عناية فائقة للأسرة لأنها منشئة الأجيال فقد أعطى مكانة أكبر للمرأة التي اعتبرها العمود الفقري للأسرة.

في الحقيقة إن الأمومة رسالة عظيمة تستوجب مجهودا كبيرا وتخصيص أغلب الوقت لها حتى لا نقول تفرغا.

فعمل المرأة في بيتها لا يقدر عليه إلا المرأة بفضل قدراتها الخارقة في هذا المجال وهو عبادة والعبادة محور الوجود والغاية من الخلق قال تعالى « وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدوني » سيما وأن عمل المرأة داخل الأسرة مساهمة منها في بناء الأمة.

وعندما تؤدي المرأة دورها المنوط لها ببيتها تصبح سكنا للزوج والأبناء فتحتويهم وتبعث فيهم الطمأنينة فيزداد حبهم لها وتعلقهم بها وتعلو مكانتها عندهم فتصبح المبجلة المكرمة، قال تعالى‏:‏ « ‏وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ‏ ».

ومن واجبات المرأة حفظ السر والعرض و المال تأتمر بأمر زوجها طاعة له في غير معصية  فتكون خير رزق رُزق به  فتخلق له المناخ ليبدع وينتج و تربي أبناءها تربية سليمة فتصنع رجالا وتنشأ أجيالا صالحة مصلحة جادة مجدة ملبية أمر خالقها لنيل رضوانه في الدنيا فتفوز في الآخرة بالجنة

 ألا يعتبر هذا العمل الجبار التي تقوم به المرأة ركن ركين مكين في حمل الدعوة بكونها سندا وظهرا لزوجها وأبنائها

ولكن لا يجب أن يفهم من كون إسناد دور الأمومة للام يمنعها من العلم والتعلم والعمل وحمل الدعوة خارج البيت فقد كان لأمهات المؤمنين والصحابيات رضي الله عنهن وأرضاهن أدوارا سياسية على غاية كبيرة من الأهمية.

فالإسلام لا يمنع عمل المرأة بحمل الدعوة خارج البيت بل يوجبه مع مراعاة طبيعتها وظروفها وإمكانياتها الجسدية والمعنوية وفي هذا الإطار فقد أتاح لها ذلك في حالة الضرورات حينما تحتاجها الدعوة في مجالات لا تصلح فيها غيرها كمناقشة النساء وحمل الدعوة إليهنّ مع التشديد والحرص على الضوابط الشرعية بتجنب الاختلاط وتجنيبها الأعمال الشاقة حفظا لكرامتها و مكانتها العالية.

والمرأة في الاسلام شقيقة الرجل تساويه في التكليف والحساب وهي تعاقب على ترك فرض حمل الدعوة قال صلى الله عليه وسلم في خطاب موجه للنساء والرجال على حد السواء «والذي نفسي بيده، لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهوُنّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ اللـه أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه، فلا يستجاب لكم» رواه الترمذي، وقال كذلك عليه افضل السلام: «… ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» رواه مسلم.

ويتضح هنا أن في ترك واجب حمل الدعوة لأي من المسلمين المكلفين رجلا كان أو امرأة ذنب عظيم تترتب عنه عقوبة من جنسه فضلا عن كون المسلم المكلف رجلا كان أو امرأة عليه العمل لإيجاد خليفة يبايعه وإلا مات ميتة جاهلية.

فأن تكوني أختاه امرأة دورها الأساسي والرسمي الأمومة لا يعفيك من واجب حمل الدعوة والعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة كلفك ذلك ما كلف.

ولنا في أمنا خديجة قدوة حسنة ومن بعدها أمنا عائشة وجميع الصحابيات اللائي تحملن أعباء الدعوة في مكة والمدينة  فلحقهن في سبيلها الأذى فهاجرن وفارقن الأرض والأهل لإدراكهن أنهن مكلفات بحمل الدعوة، لا فرق بينهنّ وبين الرجال.

ولقد نصرت النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعنه على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن يقلن في الله، لا تأخذهن لومة لائم، وعلى نصرته وأن تمنعنه ما تمنعن منه  أنفسهن وأزواجهن وأبناءَهن.

فالنساء أخواتي مكلفات أن يأمرنَ بالمعروف وينهيْنَ عن المنكر، ويقلن الحق لا يخشين في الله لومة لائم.

وبتدبر القرآن نتبين دون أدنى ريب أننا كنساء مكلفات بحمل الدعوة في جميع مراحلها فنحن مكلفات بوصفنا مؤمنات مسلمات بتلقي العلم وتعلم القرآن  ومن ثم التفاعل حتى نخوض الكفاح السياسي والصراع الفكري والمشاركة في إقامة الدولة لا نعبأ بالصعوبات والعراقيل والمشاق لا نبتغي الا مرضاة الله سبحانه وتعالى.

أدركن أخواتي أن حمل الدعوة والعمل على إقامة الخلافة فرض علينا نعاقب على تركه ونحن مدعوات تماما كالرجال للعمل على استئناف الحياة الإسلامية  وهو واجب علينا كمسلمات.

نسأل الله العلي القدير أن يستعملنا وأن لا يستبدلنا وأن نشهد الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

وقال تعالى:

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فأولئك هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذة حنان الخميري,

الناطقة الرسمية باسم القم النسائي لحزب التحرير

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )