ولاء أهل صفاقس للإسلام ولدولة الإسلام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره (رواه الترمذي)

حديثنا اليوم عن جزء عزيز من البلاد الإسلامية وعن جزء كريم من أمة خير البرية عليه من ربي أفضل صلاة وأزكى تحية : مدينة صفاقس وأهلها وولاؤهم للإسلام والتعلق بشرع الرحمان.

إذا أردت أن تعرفها وتتعرف على أهلها فاسأل عابر سبيل مرّ بها أو غريب قدمها سيحدثك عن الشّعور بالأمان وحسن الكلام سيحدّثك عن كثرة مساجدها وتنوّع مآذنها, القادم إليها لا يجد عنتا في أداء صلاته. هي بلد الفقير ورجاء من ضاقت به السبيل, الاقتصاد في العيش ميزة أهلها والسعي إلى العمل دأبهم شيبها وشبابها رجالها ونسائها, ولاء أهلها إلى الإسلام بيّن لا يحتاج إلى بيان, وحبّهم لشرع الله دائم, دلّ على ذلك قرائن الأحوال لسنا هنا دعاة لجهوية بغيضة ولا لقومية نتنة حينما نخصّ أهلنا في صفاقس بحسن الكلام, فلا يذهبنّ بخاطر سامع لنا أو متابع أنّ بقية ولايات البلاد التونسية خاصّة ومختلف مدن وقرى البلاد الإسلامية عامّة لا تدين بالولاء لشرع الله إنّما حديثنا هو من باب تقديم شيء من الإنصاف لهذه الولاية المنسية قصدا وحتّى لا نكون من الذين غمطوا فضل أهلها في حمل لواء الإسلام والولاء لشرع الرحمان والتمسك بسنة سيد المرسلين وإمام المتقين عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم.

صفاقس عاصمة الجنوب التونسي تقع على السّاحل مطلّة على البحر الأبيض المتوسط وهي القطب الثاني بالبلاد لوزنها الديمغرافي والاقتصادي والسياسي.

صفاقس هي المدينة العتيقة (بلاد العربي) هي الجامع الأعظم (الجامع الكبير) والزوايا والمتاحف متحف العمارة التقليدية في القصبة ومتحف الفنون والعادات الشعبية في دار الجلّولي, هي الأبراج والرباطات, هي المدارس القرآنية, هي دار القرآن, هي المدرسة الحسينية والتي قيمتها التاريخية من قيمة المدرسة الصادقية والمدرسة الباشية والمدرسة العاشورية بتونس العاصمة.

صفاقس هي العلماء والفقهاء, هي أبو الحسن محمد الربعي اللّخمي من علماء الفقه المالكي الكبار في إفريقيا بعد الإمام سحنون ومؤسس مدرسة الدريبة لتدريس المذهب بالمدينة العتيقة وهو صاحب مؤلَّف **التبصرة**.

صفاقس تعني المدينة المحصّنة التي تأسّست أواسط القرن التاسع الميلادي (242هج) على يد علي بن سالم البكري الوائلي جدّ أبي إسحاق الجبنياني والذي كان باني ومخطط المدينة وأول قضاتها والقائم على شؤونها خلال حكم الأغالبة زمن الخلافة العباّسية سورها المتواصل وجامعها الأعظم الذي يتوسّطها وعديد معالمها التاريخية تشهد لها بعراقتها في انتمائها إلى حاضرة الإسلام وولائها إلى شريعة الرحمان, عدد مساجدها حديثا يناهز 599 مسجدا وجامعا وهو الأكبر في البلاد التونسية دلّ ذلك على حب أهلها قديما وحديثا للصّلاة في المساجد, يقول فيهم الرحّالة محمد بيرم الخامس في « صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار »: « ولأهلها شهرة بالتّجارة في دواخل القطر وفي الممالك الإسلامية ولهم مزيد محافظة على الصلوات في المسجد ولهم بقايا من العلوم الدينية والأدبية ».

وهم يحبّون القرآن ويحرصون على تعلّمه وتعليمه بشكل لافت, فعدد الكتاتيب يناهز 129 ومراكز تحفيظ القرآن في تزايد والاقبال عليها شاهد عيان على تعلّق أهل المدينة بكلام الله وسنّة نبيّه رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه, والكلّ يسارع في نيل شرف الصّدارة في حفظ القرآن, والكلّ مستعدّ للتّبرّع والإنفاق طالما ذلك يرضي الرّحمان.

دار القرآن الكريم بصفاقس من المعالم العربية الإسلامية الهامّة في المدينة العتيقة, كانت في الأصل دار العالم الفقيه والشاعر والأديب إبراهيم الخراط الذي حبس جزء من داره لإنشاء زاوية لتحفيظ القرآن الكريم, وقد أعاد بناءها أحمد الفرياني.

حب أهل صفاقس للعلم والعلماء وللمشايخ والخطباء معلوم غير مجهول يحترمونهم ويهابونهم ويجلّونهم ويسمعون لهم, فهم قدوتهم ومحل ثقتهم في أخذ تعاليم الدين والفتاوى وخاصّة إن كانوا من الذين لا يخافون في الله لومة لائم وهم كثر ولهم تأثير في الرّأي العام, جعل السلطة الحاكمة في كلّ عصر تحسب لهم ألف حساب بل وتطاردهم وتلاحقهم لمجرّد إقبال الناس عليهم وطاعة أمرهم أو لصدعهم بكلمة الحق, فقد كان جلّهم من الزاهدين في المناصب السياسية والمعتمدين على شغلهم الخاص لا على مساعدات الحكام, نذكر منهم قديما الشيخ علي النّوري والشيخ عبد الله الجموسي 1140ه والشيخ عبد العزيز الفراتي والشيخ أبي عبد الله محمد كمون وغيرهم كثير.. ونذكر منهم في الزمن القريب الشيخ علي الطرابلسي وعبد السلام خليف وغيرهم.. والذين وقفوا في وجه بورقيبة.

ولاء أهل صفاقس للّه ولرسول الله وللاحتكام للحلال والحرام والسّعي إلى التّقيّد بسنّة خير الأنام ظاهرة ناصعة في حبّهم للخير ولكلّ مسلك خير, دلّ على ذلك كثرة الجمعيات الخيرية والعلمية الإسلامية التي تسعى للوقوف أمام تيار التغريب ومحاربة تعاليم دين الإسلام من خلال مدّ يد العون للفقير والمسكين والمساعدة على إيجاد مواطن عمل للعاطلين المنسيين من قبل دولة ما يسمّى بالحداثة وإرشاد الميسورين لإخراج زكاة أموالهم وإحاطة الشباب بالتّوعية ولو نسبيا بالأحكام الشرعية عددها يناهز 183 وشعاراتها أو ما يسمّونه بالإطار الشرعي إنّما هو آية قرآنية أو حديث نبوي شريف.

متحف العمارة بالقصبة ومتحف الفنون والعادات الشعبية دار الجلّولي ينطقان بمدى مراعاة حرمة الدار وضمان عدم كشف العورات من خلال البناء والعمران كما يشهدان على الحرص على احترام الفصل بين الرجال والنساء في الأعياد والمسرات والأفراح والأتراح.

ولاء أهل صفاقس للإسلام الحنيف يشهد له انضمامهم إلى الثّورة الكبرى ضدّ الشّيعة ثورة صاحب الحمار مخلّد بن كيداد الزّناتي والتي انطلقت من توزر متمسّكين بالمذهب السّنّي المالكي وإصرارهم على تعلّمه من الشيخ العالم أبي إسحاق الجبنياني والذي عرف بمعاداته للسلطة الشّيعيّة زمن حكم الفاطميّين الذين استقلّوا عن الدولة انذاك وتبنّوا مذهب أهل الرافضة المذهب الاسماعيلي.

ويستبين خالص هذا الولاء وصدقه لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم زمن الخلافة العثمانية وقد دبّ في مفاصلها الوهن وغمر أرجاء البلاد الإسلامية الانحطاط على كل المستويات حينما رفع أهلها لواء الجهاد في سبيل الله وأعلنوا النفير العام دفاعا عن مدينتهم أرض الإسلام ورفضا للخنوع والاستسلام طاعة لولي أمرهم واستجابة لأمر ربّهم في الجهاد, حيث قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ » (الأنفال15) وقال أيضا: « يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » (الأنفال45), وتثبيتا لما قاله فيهم الإدريسي في « نزهة المشتاق في اختراق الآفاق » **وأهلها لهم نخوة وفي أنفسهم عزّة**.

فحين أعلن محمد صادق باي الاستسلام لفرنسا دون مقاومة وبعد معاهدة ما يسمّى بالحماية قي 12 ماي 1881 ثار أهل صفاقس عن بكرة أبيهم وأعلنوا العصيان على الباي ورفضوا الاحتلال عكس ما فعلت مدن أخرى من الإيالة وجهزوا أنفسهم رغم قلّة السلاح والذخيرة إذ ساهم كل واحد بمهراس بيته ليُذاب ويصنع منه مدفعا جديدا, فكانت بحق مركز الثورة والمقاومة ضد الاحتلال واتّخَذها رؤساء القبائل والعلماء والمجاهدين عاصمة مؤقّتة لهم بعد أن عينوا علي بن خليفة النفاتي زعيم قبيلة نفات بايا على تونس في 2 جويلية 1881 حينما حقق انتصارا على عساكر الباي في 15 جوان من نفس السنة وبمساعدة قبيلة المهاذبة, وسرعان ما تحالف سكان المدينة مع سكان الريف من مثاليث ونفات وغيرهم تلبية لداعي الجهاد في سبيل الله, يقود المعركة خارج الأسوار علي بن خليفة النفاتي الذي لقّب بحامي الدين ويقود المعركة من داخل الأسوار الحاج محمد كمون ولقب بالباي كمون وقد تمّ تقسيم المجاهدين الذين وصل عددهم 1200 على لجان وعلى رأس كل لجنة قائد. وأرسلت فرنسا جيشا مؤلفا من 50000 جندي مسنودا بتسعة سفن حربية وبدأت في قصف المدينة بداية جويلية 1881 م فاستبسل الاهل في الدفاع عن المدينة وارتكبت في حقهم أبشع الجرائم, إذ واصلوا المقاومة حتى بعد تدمير المساجد والبيوت على أهلها أو المحتمين بها فاستشهد منهم خلق كثير يناهز 900 شهيد في 16 جويلية 1881م  ولمّا كان أهل صفاقس يمقتون الاستعمار وأذنابه ويدينون بالولاء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فقد أصرّ زعيم الدولة آنذاك على أنّ صفاقس ليس لها شهداء وأنّه لم يسمع بأنّ لصفاقس شهداء خدمة لولي أمره الكافر المستعمر ورفض بشدّة في مناسبتين أن يطلق على حيّ الزيتونة حاليا حيّ الشهداء.

وهذا الولاء لدين الله كان سببا في نقمة الاستعمار على أهلها وتنكيله لهم ونبّهه إلى ضرورة تحويل وجهة هذا الولاء و التأثير فيه على الأقل إذ لم يقدر على نزعه من العقول والقلوب ومن ذاكرة الأحفاد والأجداد والأجيال فأوعز لدولة الحداثة صنيعته دولة الحكم الجبري إلى بث سموم العلمانية ومفاهيم الحضارة الرأسمالية العفنة من ديمقراطية وحريات أساسية وتطعيمها بمسحة إسلامية من خلال التعليم في بعض مراحله, والحياة الثقافية ضمن سياسة ممنهجة ترسخ الولاء للوطن وتربطه بالإيمان حتّى يُتجرّع السّم على أنّه بلسم, وقد أثّر ذلك في ولاء أهل البلاد إلى حين, حتّى جاءت الصحوة الإسلامية وبدأت رياح النهضة تدبّ في الأمّة خلال الثّمانينيات فجوبه أهل صفاقس كغيرهم بالقمع والتنكيل والملاحقة والسجون والقتل وهتك الستر والأعراض في عهدي بورقيبة ثم خلفه بن علي فيما سمي بسنوات الجمر ولكن أهل صفاقس احتضنوا حملة الدعوة وساندوهم وآووهم وتجرّعوا ما تجرعوا وصبروا معهم على البلاء حتّى أكرم الله تونس بثورة 14 جانفي 2011

الثّورة كانت فرصة نادرة كي تهبّ الأُمّة من كبوتها وتتسلّم زمام قيادة أمرها, وكان في هبّة أهل صفاقس نصرة لدين الله وولاء لشرعه القويم بعد كل هذه الأزمنة من التغريب والتلبيس والتخذيل والتشكيك والتنكيل برهان ساطع في تجلية معنى خيريّة هذه الأمة العظيمة وإبراز معدنها, فأمة محمد صلى الله عليه وسلم قد تتنكّب الطريق وقد تحيد, ولكنّها أبدا لا تفارق ولاءها لربّها ولشرعه القويم.

وكانت مسيرة صفاقس 10 مارس 2012 التي طالب فيها أهلها بصوت عال بلا مواراة ولا تلميح بل تصريح ما بعده تصريح, وفي تحدّ ما بعده تحدّ لقوى الاستعمار « الشعب يريد تطبيق شرع الله ». وقد طالب أهل صفاقس في خاتمة مسيرتهم خلال وقفة أمام مقر إذاعة المكان بالتّنصيص في الدستور المقبل « دستور الثورة » على أنّ الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي والوحيد للتّشريع (نشر الإعلان عن المسيرة في صحفيو صفاقس يوم (9 /3/2012).

ما أغاظ الأعداء المتربصين..

أمام هذا الولاء النّاصع لدين الله أصيبت النخبة العلمانية التي تدين بالولاء للكافر المستعمر بصدمة وذهول, واستفحل غيضها وتعاظم حينما اختار أهل البلاد في انتخابات ما يسمى بالمجلس التأسيسي من توسّم فيهم الناس حمل لواء الإسلام.. واسمع لأحد أبواقها المنخرط فيما يسمى بالمجتمع المدني وهو من الأدوات التي سخرها الكافر المستعمر لاحتواء الثورة ولتحويل وجهتها حيث يقول ضمن معرض كلامه عن أفراح العرس بمدينة صفاقس قديما متألما لما آلت إليه الأوضاع حديثا « على خلاف ما كانت عليه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عبر حركتها الثقافية ونشاطات نخبها الطليعية الفاعلة التي ساهمت في تأسيس أهم ملتقى سينيمائي للجنوب قي إفريقيا والعالم العربي أدّى « ترييث المدينة وتهاوي قدرتها الإدماجية اجتماعيا واقتصاديا إلى تحوّلها إلى أهمّ معاقل تيار الاتجاه الإسلامي » إلى أن يقول « فخطاب الإسلاميين المحافظ يتلاءم مع النزعة المحافظة القائمة » ويختتم مقاله « في ظلّ هذا السياق ينتكس الإبداع في المدينة وتتقلّص الحركة الثّقافيّة كشأن مواطني ومجتمعي من الممكن أن يولد فضاء للعيش المشترك والممارسة التي تدعم الديمقراطية » ويعترف بذلك في معرض حديثه صراحة بانهزام القوى اليسارية على الرغم من الطابع العمّالي للمدينة ووجود نقابات قوية ».

اختطاف أذهان الشباب وحرف ولائهم

أمام هذا الولاء لشرع الله تنبه الكافر المستعمر للخطر المحدق بوجوده وبقدرته على التحكم في مقدرات البلاد والعباد لذلك سخر أدواته لتحويل وجهة هذا الولاء وقد عاين مدى تعلق أهل صفاقس بدينهم عقيدة ونظاما, فسخر بشكل مكثف منظمات المجتمع المدني بكل أشكالها وبمختلف مسميتها الثقافية والخيرية والبيئية وغيرها للركوب على هذا الولاء باستقطاب الشباب وإفراغ مجهوداتهم وطاقاتهم في نشاطات وملتقيات ومهرجانات وحفلات وندوات تعنى بالغناء والرقص والطرب وإحياء تقاليد الأفراح واللباس والعادات والتقاليد الموروثة, وأضفى على هذه المنظمات من خلال الإعلام الرسمي والخاص هالة من الاهتمام وتجميل الصورة حتى تساهم بزعمه في بث روح ما يسمونه بالمواطنة والتفتح على الآخر. ولم يكتف بذلك, وهو يعلم بمدى تعلق أهل صفاقس بالمفاهيم الإسلامية وحبهم للدين, فزين منهجيته الخبيثة وأهدافه الكافرة بالله ورسوله بإشراك من تضبعوا بعلمانيته ممن يسمونهم بالإسلاميين المعتدلين فكانوا معول هدم وأداة فتاكة حينما اشتركوا في البداية مع أعداء دينهم في الحكم بغير ما انزل الله ثم انخرطوا في فخ الشراكة للسلطة مع أعداء الثورة وزبانية النظام السابق, فكانوا بحق نكسة و ذخيبة لأهل صفاقس ولأهل تونس بل ولكل المسلمين, كان من عواقب هذه النكسة فقدان الثقة بالسلطة مهما كان شكلها وقد تولاها من حملوا شعار الإسلام هو الحل وانخراط الشباب في العمل الجمعياتي نسبيا والعزوف عن العمل السياسي.

ولكن, وإن تأثر أهل صفاقس كما تأثر إخوانهم في كامل البلاد الإسلامية بالنكسة التي منيوا بها إذ سُرقت منهم ثورتهم بأيدي أبنائهم الذين وثقوا بهم وتعلقوا بحبلهم ظنا منهم انه حبل الله فأسلموهم مرة أخرى إلى عدوهم ليتشفى فيهم عقابا لهم على ثورتهم, فإن ذلك درسا لهم ولعله يمثل حافزا يدفعهم نحو التمعن في حقائق الأمور وإدراك الغث من السمين والاتجاه نحو من هو جدير بأن يكون رائدهم, من يحمل لواء هذا الدين وفق منهج سيد المرسلين فيحتضنهم وينصرهم كما نصر من ظنهم على الدرب السليم, فالخير فيهم موصول وجذوة نصرة هذا الدين وحملته مازالت مستعرة, لعل الله يقيض لهذه الأمة أمر رشد يستأصل شأفة الاستعمار وخدامه ويقيمها دولة حق خلافة راشدة على منهاج النبوة, وعد ربنا ومن أصدق من الله وعدا, وما ذلك على الله بعزيز.

وصل اللهم وسلم على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

الأستاذ جلال تقتق

CATEGORIES
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )