في المعجم السياسي: اللّغة سلاحًا للدّمار الشّامل

في المعجم السياسي: اللّغة سلاحًا للدّمار الشّامل

حدّث أبو ذرّ التونسيّ قال :ما من شكّ في أنّ لفظة (حرب) لم تعد مؤهّلة ـ لا لغة ولا اصطلاحا ـ للإحاطة بما تواجهه الأمّة الإسلاميّة من تصفية جسديّة ونهب لمقدّرات وتذويب لهوية وحضارة بأحماض لم يشهد التاريخ أكثر وحشية واستهتارًا بالذات البشريّة منها: فالحرب مصطلح عسكري مرتبط أساسًا بالعمليات القتالية له أعرافه ونواميسه وأخلاقيّاته التي تواضعت عليها الإنسانية أنَفَةً وشهامةً، أمّا ما يُشنّ على الأمة حاليًّا فهو عمليّة إبادة وإفناء واجتثاث ممنهجة وشاملة ومفتوحة في الزمان والمكان على كافّة الجبهات العسكرية منها والاقتصاديّة والسياسية والثقافيّة والحضارية والإعلامية والدّيموغرافيّة، بل وحتى النفسيّة والصحيّة والغذائية والمائيّة…لم يُدَّخَر فيها شيءٌ دون أن يُعَدَّ سلاحًا ويُوظَّفَ في المجهود الحربي مهما بدا هامشيًّا وعَرَضيًّا أو وحشيًّا ومُنافيًا للفطرة البشريّة ومخالفًا للشرائع السّماويّة والأرضيّة: من القصف باليورانيوم المنضّب والفسفور الأبيض إلى حظر الأدوية وحليب الأطفال مرورًا بتحديد النّسل وإخصاء البذور وخنق منابع الأنهار ونشر الأوبئة وإشاعة الفاحشة والرّذيلة والمخدّرات ودفن النّفايات النّووية…والقائمة طويلة وما خفي كان أعظم…أمّا الواجهة الأخطر والأشدّ تدميرًا للشخصيّة والهويّة فتستعرُ على الجبهة الثقافية مستهدفةً بشراسة ساديّة أبسط مكوّنات التراث الفكري والأدبي واللّغوي والفنّي والتّاريخي والعقائدي للحضارة الإسلاميّة لاسيّما اللّغة العربية بما هي وعاء تلك الحضارة وقناة تبليغها والوجه الآخر لعملتها…

اصطلاح ملغّم

فإلى جانب كونها ـ تقليديًّا ـ ضحيّة مُستهدَفة لذاتها ـ مَتنًا ولفظًا وحرْفًا بل رَسمًا ونُطقًا وأسلوبًا ـ تقمّصت اللّغة دور الجلاّد ضمن حربٍ اصطلاحيّة مثّلت فيها سلاحًا فتّاكًا يُصنّفُ عسكريًّا ضمن أسلحة الدّمار الحضاري الشامل: إذ طُوّعت عمليّة الاصطلاح السياسي للعرف الامبريالي الاستعماري ثمّ وُظّفت لتكريس مطامع التّحالف المسيحي ـ الصّهيوني بكيفيّة استحال معها الكلام لكمًا وكلْمًا (جراحًا) وأضحى معها المسلمون في أمسّ الحاجة إلى تحيين قاموسهم السياسي وتعهّده بالتنقيح والتّعديل والتّدقيق لمواكبة ما اعترى مصطلحاته من غموض وتعمية ورمزيّة وإسقاط وإفراغ وانزياح وتوسيع وتضييق… ناهيك وأن مفاهيم من قبيل (إرهاب ـ دفاع ـ شرعيّة دولية ـ ديمقراطيّة ـ حريّة ـ سلام ـ مقاومة ـ سيادة ـ استقلال ـ استثمار ـ ثروة ـ جرائم حرب ـ تطهير عرقي ـ أسلحة دمار شامل…) أصبحت على درجة متقدّمة من الميوعة جعلتها (أستيكيّة) تُصاغ على المقاس وحسب الطّلب وتتلوّن وفق أهواء ومصالح الكافر المستعمر يرفع بها شأن من يشاء ويستبيح بها حرمة من يشاء من الدّول والشعوب والأفراد، فانقلب سُلّم القيم واختلّت المفاهيم اختلالاً بوهيميًّا نحتاج معه إلى ذائقة سريالية لنرى خيط المنطق الذي ينتظمُها، وحسبُك أنّ مفهوم الإرهاب لم يُضبط بدقّة ولم يُعرّف تعريفًا جامعًا مانعًا بل تُرك بالقصد مائعًا فضفاضًا هُلاميًّا زئبقيًّا حتّى يكون حقل ألغام ينفجر تحت أقدام مَن وضعهُ حظّه العاثر على لائحة المطامع الأمريكية والمطبخ الرّأسمالي الجشع…

منطق مقلوب

وقس على ذلك مُعظم المصطلحات في العرف الاستعماريّ: فأنت حرٌّ لتفعل ما تريد ما دُمت تفعلُ ما تريدك أمريكا أن تفعله، وأنت المالك لثرواتك المسيطر عليها ما دُمت تتصرّف فيها وفق مصالح الشركات الاستعماريّة أي بالكميّة والكيفيّة والوجهة والثمن الذي تفرضه عليك، وأنت مستقلّ مادمت تباشر الاستعمار الذّاتي لشعبك أي تنوب الاستعمار في إنجاز مهامّه في بلادك، عندئذٍ يُخلع عليك وضع دولة سائرة في طريق النّمو بخطى حثيثة (واركض يا لشهب)، وأنت مواطن متحضّر صالح (للشراب) مادمت مُسلِسًا قيادك للاستعمار مادًّا رقبتك للذبح دون احتجاج لأنّ من يُمسك نصل السكّين (حصان سلام)…أمّا إذا تجرّأتَ ودافعت عن حياتك وأرضك وعرضك وثرواتك ومقدّساتك فإنّك تصبح (إرهابيًّا) تُرتكب ضدّك المجازر هنيئًا مريئًا ولا تطمع أن يستيقظ ضمير المنظّمات الإنسانية للدّفاع عنك: فهو يغطّ في سبات عميق ولا يستيقظ إلاّ في المناطق الإستراتيجية أو الغنية بالثروات الطّاقية والمنجميّة ،في تلك الحالة يصبح مجرّد سطو مسلّح أو مناوشة بين قبيلتين (جرائم ضدّ الإنسانية) أو (تطهيرًا عرقيًّا) يستدعي (تدخُّلاً دوليًّا لحماية الأقليّات) وعندئذ تنطلق ماكنة الدّيمقراطية الأمريكية في العمل فتنهال (القرارات الأمميّة) من كلّ حدب وصوب ومن ورائها كتائب المارينز فلوبيّات النّفط والسّلاح ثمّ شركات إعادة الإعمار (وليك الواوا بوس الواوا..)…

تطهير لغويّ

هذا المنطق البراغماتي المقلوب النّاشئ عن التّسييس المشطّ للّغة له صهيونيًّا وجه بشع موغلٌ في العنصرية والنّفي والاقصاء يتمظهرُ في التّطهير العرقي والإثني للجهاز الاصطلاحي الرّسمي لكيان يهود كآليّة من آليّات محو الهوية الإسلامية لأرض المسرى والمعراج: فقد انخرطوا منذ مطلع القرن المنصرم في عبرنة الأسماء العربية الإسلاميّة لسنجق القدس وتهويدها، ولم يتأسّس كيانهم حتّى كانوا مُزوّدين بجهازهم الاصطلاحي العلامي الخاصّ الذي حرصوا على بصمته اليهوديّة التوراتيّة ولو بتغييرٍ طفيفٍ في النّطق يُميّزه عن نظيره العربي الإسلامي (عكّا/عكّو ـ يافا/يافو ـ تلّ الربيع/تلّ أبيب …) إرضاءً لنفسيّاتهم المريضة وغرورهم وتعاليهم… وهو إطار عنصري إقصائي يرمي إلى وأد ذاكرة المسلمين الحيّة الموصولة بالواقع حاضرًا وماضيًا وإحلال ذاكرة أسطوريّة متحفيّة أركيولوجيّة مختلقة محلّها لكي تبرّر الاحتلال وتكرّسَهُ بما أن اغتصاب الجغرافيا لا يكتمل إلاّ بمصادرة التّاريخ وتزوير ما يحيل عليه من أجهزة اصطلاحية وعلاميّة…

المركزيّة الأوروبيّة

وفي الواقع فإن هذا السلوك الاستعماري المتعالي البغيض ليس حكرًا على يهود ـ وإن غالوا فيه حتّى وُصِموا به ـ بل هو سليل المركزية الأوروبية في نظرتها لغيرها من الأمم الشعوب والحضارات، تلك النّظرة التي (أوربت) العالم وخصخصته بمن فيه وما فيه  وجعلت من نفسها محورًا ومركزًا ومن البقيّة هوامش وأطرافًا ومجالات حيويّة، فلا ترى شيئًا خارج تصوّر الحضارة الغربيّة ومدى اطّلاعها: فسائر الأمم والشعوب همج وبرابرة عقائدهم هرطقات وتراثهم شعوذات وتاريخهم عدم، أمّا أوطانهم ومُدنهم ومعالمهم الطّبيعية والجغرافيّة فرُغم كونها موغلة في القِدم وتعاقب الحضارات فإنّها تستمدُّ وجودها من تاريخ اكتشاف الغرب لها، حينها تخرج من العدم وتتسمّى باسم مُكتشفها (كولومبيا ـ جزر كوك…) أو باسم الدّولة المستعمرة (غويانا الفرنسية) أو باسم أحد أباطرتها (الفلبين ـ لويزيانا ـ بحيرة فيكتوريا…) أو تُترجم أسماؤها إلى اللاّتينية (كوت ديفوار…) أو يُحرّف نُطقها ويُطمس أصلها (أمان الله/مانيلا…) أو يشتقّ لها اسم من الفضاء العقائدي الغربي (جزيرة الفصح ـ جزر سليمان…) أو بكلّ بساطة ووقاحة تحلّ الأسماء الغربيّة محلّ الأصليّة ملحقة بلفظ (جديدة) New England – Nouvelle Calédonie – New Zeland…

الأرض المحروقة

وتأخذ هذه العمليّة شكلها الأبشع إذا تعلّقت بالتّراث الإسلامي: فما أن ينحسر نفوذ المسلمين عن منطقة ما حتّى تنطلق سياسة الأرض المحروقة طمسًا وتطهيرًا واجتثاثًا لكلّ ما يمتّ للجهاز العلاميّ الإسلاميّ بصلة :فقد أفضى (نشاط) محاكم التفتيش بالأندلس إلى القضاء على أعظم حضارة عرفتها أوروبا في عصور ظلامها ومحو ثمانية قرون من الوجود الإسلاميّ بالكامل ،ولم يصمد من المعالم والأسماء إلاّ ما فرض نفسه فرضا لصبغته العالميّة (جبل طارق…) أو السياحيّة (الحمراء…) وقد استُنسِخ نفس ذاك المصير المأساويّ في البلقان حتّى أنّ اليونان عمدت إلى إنشاء لجنة لإقصاء التسميّات الإسلاميّة وتنقية معجمها من شوائب الألفاظ التركيّة والعربيّة ،بل إنّها خصّصت يوما وطنيّا للاحتفال بهدم آخر مسجد في البلاد…ولم يسلم من هذا (الإرهاب اللّغوي) حتّى المعجم العلميّ الذي يُفترض به أن يكون نزيها موضوعيّا محايدا :فإمعانًا منهم في امتهان عقائد الإسلام واحتقار أتباعه أطلق (علماؤهم) تسمية  (Harem) على إناث الذكر المسيطر عند الحيوانات وهي ترجمة للمصطلح الفقهيّ (حريم) الذي يعني زوجات الرجل المسلم وبناته وسائر محارمه في تشبيه ضمنيّ يقطر وقاحة واحتقارا وعنصريّة… أمّا أثناء الحقبة الاستعماريّة فقد سعت القوى الغربيّة جاهدةً بعد تفكيك الدّولة العثمانية واقتسام تركتها إلى محو كلّ ما يمتّ إلى العروبة والإسلام بصلة والعودة بالمنطقة العربيّة ـ حدودًا وتسميات ـ إلى الموروث التاريخي ما قبل الإسلامي (روماني ـ بيزنطي ـ إغريقي ـ فينيقي ـ بونيقي ـ فرعوني ـ فارسي ـ بربري ـ صليبي ـ عبراني…) فأنشأت على هذا الأساس دولاً جديدةً بتسميات وحدود جديدة: فظهرت سوريا وليبيا والأردن وأثيوبيا وأرتريا وتنزانيا وموريطانيا و(إيجبت)…على أنقاض الشام وبرقة والحبشة وزنجبار ودار السلام وشنقيط ومصر…وأصبح الخليج العربي فارسيًّا وسُمّيت عاصمة الأردن (عمّان) نسبة إلى المدينة النّبطيّة (ربّة عامون)…

الصهيونيّة على الخطّ

وكما فُصِل جبل لبنان عن بلاد الشّام وأُعطي للمسيحيّين لأنّه مطابق في حدوده لإمارة عكّا الصّليبية، فقد اقتُطع سنجق القدس المطابق في حدوده لدولة (يهودا والسامرة) التوراتية واختير له ـ بدهاء ومكر ـ إسمٌ يحيل على الحضور المكثّف للتاريخ ويجعله مهيّئًا لاحتضان المشروع الصّهيوني: فتلك البقعة المباركة من الأرض سمّاها الرّسول الأكرم أرض الرّباط وأرض المسرى والمعراج وبيت المقدس وأكنافها وعُرفت في العهد العثماني باسم سنجق القدس، ولم تكن تاريخيًّا منفصلة عن بلاد الشّام إلى أن وصلت جمعية الاتّحاد والترقّي الماسونية التي تمترس خلفها يهود الدونمة ففصلوها إداريًّا واختاروا لها اسم (فلسطين) الذي ينفي عنها عروبتها وإسلامها معًا: فمن الثابت تاريخيًّا أن المنطقة مثّلت منذ الألف العاشرة قبل الميلاد مستقرًّا للقبائل العربيّة الفارّة من التصحّر على غرار الكنعانيّين والأموريّين والعمّوريين والمؤابيين والأشدوديّين واليبوسيّين (الذين أسّسوا يبوس أي القدس)…وفي نهاية الألف الثالثة وبعد سبعة آلاف سنة من الحضور العربي ظهر شعب البحر (البلستو ـ Les Philistins) مهاجرًا من غرب المتوسّط، فاصطدم بدايةً بالفراعنة الذين أبادوه وأجبروا بقاياه على التّراجع إلى الأرض المباركة حيث ذابوا في القبائل العربيّة ولم يتركوا إلاّ تسمية لمنطقة تقع على البحر شمال غزّة (فلسطين)…إلاّ أنّ المنطق الإقصائي العنصري للاستعمار والصّهيونية أبى إلاّ أن يُسند أرض المسرى والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إلى ذلك الشّعب البائد حتّى ينطبق عليها وصف (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) فعمّم تلك التّسمية على كامل المنطقة ليُخرجها من الدّائرة العربيّة والإسلاميّة معًا كمحطّة أولى نحو اغتصابها وتهويدها…

فدائيّون أم حشّاشون..؟؟

بل إنّ المسلمين الذين فقدوا البوصلة الثقافيّة وانطفأت في قلوبهم جذوة التّاريخ قد أُصيبوا بالعشى الحضاري فاستهدفوا أنفسهم (بنيران صديقة): فمن منّا لا تثور فيه النّخوة إزاء وصف المقاومة الفلسطينيّة (بالفدائيّين)..؟؟ ومع ذلك فليس أثلج لصدور يهود ولا أدقّ تعبيرًا عن نظرتهم للمقاومة الفلسطينيّة من ذلك الوصف…فالفدائيّون تسمية مرتبطة تاريخيًّا بفرع من الإسماعيليّة يدعى (الحشّاشين) وهم من غلاة الشيعة المارقين من الملّة تقنّع بهم يهود والفرس المجوس الناقمون على العرب والمسلمين وقد مثّلوا خنجرا في خاصرة الخلافة أثناء الحروب الصّليبية، فقد حاربوا إلى جانب الصّليبيّين وسلّموهم دمشق وحصن بانياس وكانت لهم فرقة مكلّفة بالإعدامات تسمّى (الفدائيّين) اختصّت في اغتيال أبطال المسلمين وعلمائهم وصُلحائهم بهدف قتل الخلايا النّوعية في جسد المجتمع الإسلامي تمهيدًا لشلّه بالكامل…وممّن ذهبوا ضحيّتهم الوزير السّلجوقي الصّالح (نظام الملك) وصاحب حمص (جناح الدّولة) وصاحب دمشق (تاج الملك) وشيخ الشافعيّة (أبو جعفر المشّاط)، بل إنّهم اغتالوا الخليفة العبّاسي المسترشد وتجرّؤوا على البطل صلاح الدّين الأيوبي ولولا دروعه المنيعة لقضوا عليه، ومن مخازيهم أنّهم هاجموا قافلة حجيج خراسان سنة 498 هـ وسلبوها وقتلوا كلّ من كان فيها…وبما أنّهم أضحوا نموذجًا للقتلة ورمزًا لسفّاكي الدّماء فإنّ القاموس الفرنسي لم يجد أدقّ تعبيرًا عن الإجرام من لفظة (حشاشين ـ Assassins)… فأن ننعت المقاومة الفلسطينيّة بالفدائيّين معناه أنّنا نعتبرهم وحوشًا مجرمين قتلةً سفّاكي دماء، وهذا عين ما يدّعيه يهود ويروّجون له…

ذمّ في قالب مدح

ومن منّا لا يشعر بالاعتزاز إزاء نعت أهل الرّباط (بشعب الجبّارين)..؟؟ ومع ذلك أيضًا فليس أثلج لصدور يهود ولا أدقّ تعبيرًا عن نظرتهم للفلسطينيّين من ذلك الوصف :فشعب الجبّارين وصف مقتبس من قوله تعالى على لسان يهود الذين جبنوا عن دخول الأرض الموعودة (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) ـ المائدة22 ـ غير أنّه اقتباس مغلوط ليس مدحا لأهل الرباط بقدر ما هو ذمّ لهم :فهو يجعل القضيّة في رحاب الميثولوجيا اليهوديّة ويوحي بإعادة سيناريو داوود عليه السلام مع العماليق الجبّارين من خلال إسقاط واقعة تاريخيّة كان فيها يهود على حقّ مؤيَّدين من الله والعرب على باطل مخذولين من الله…فالقوم الجبّارون في الآية هم العماليق الوثنيّون الكفّار الذين عصوا الله تعالى وقاتلوا موسى عليه السلام وبني إسرائيل المؤمنين ،وقد هزمهم الله على يدي داوود عليه السلام (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ) ـ البقرة 251ـ فأن ننعت أهل الرّباط بشعب الجبّارين معناه أنّنا ننطق على لسان الصهاينة ونُسوّي المجاهدين المسلمين بالعماليق الكفّار أعداء الله ونقرّ بأنّهم على باطل وأنّ يهود على حقّ وأنّهم مخذولون من الله مهزومون ـ لا محالة ـ من طرف يهود المؤمنين…فهل ادّعى الصهاينة لأنفسهم أكثر من هذا..؟؟ ولكن يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل (يهود) بعدوّهم…

أ.بسّام فرحات

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )