الاحتفال بذكرى يوم أوروبا في تونس: المستعمر الأوروبي بعد نهب الثروة يريد أن يسلبنا شبابنا  و »الجرندي » يؤكّد عمق تبعيّة تونس لأوروبا

الاحتفال بذكرى يوم أوروبا في تونس: المستعمر الأوروبي بعد نهب الثروة يريد أن يسلبنا شبابنا و »الجرندي » يؤكّد عمق تبعيّة تونس لأوروبا

شارك وزير الخارجية عثمان الجرندي مساء يوم الاثنين 09 ماي 2022، في الاحتفال بالذّكرى الثّانية والسّبعين لـ »يوم أوروبا »، الّذي نظّمته بعثة الاتّحاد الأوروبي بتونس تحت شعار « الفرص المتاحة للشّباب ».

وأكد الجرندي، وفق بلاغ صادر عن الخارجية « عمق الحوار السّياسي بين الطّرفين، الّذي تجسّد من خلال زيارات رئيس الجمهوريّة إلى بروكسال خلال سنتي 2021 و2022، إضافة إلى سلسلة زيارات مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى تونس، ومن أبرزها تنقّل رئيس المجلس الأوروبي والمفوّض الأوروبي للجوار إلى تونس ».

وذكر الوزير بأن تلك المحطات « أكد فيها الجانبان على مزيد دفع التّعاون المالي والرّقيّ بالشّراكة الاستراتيجيّة وتنويعها، بما من شأنه خلق فرص للشّباب، وتعزيز الرّوابط الانسانيّة والتّاريخيّة بين ضفّتي المتوسّط ».

كما جدد الجرندي، بالمناسبة، التعبير عن « تشبث تونس بالخيار الديمقراطي »، مؤكدا أن « تونس تعيش مسارا إصلاحيا يؤسس لديمقراطية حقيقية وسليمة ترقى إلى تطلعات التونسيين ». ودعى « الشريك الأوروبي » إلى دعم تونس خلال هذا الظرف الاستثنائي.

أمّا رئيس بعثة الاتّحاد الأوروبي بتونس، « ماركوس كورنارو »، فقد أشاد بمستوى العلاقات التّونسيّة الأوروبيّة في جميع المجالات، زاعما مواصلة الاتّحاد دعمه لتونس لاستقطاب مزيد الاستثمارات الأوروبيّة، فضلا عن مرافقة تونس للمضيّ قدما في تنفيذ الإصلاحات الاقتصاديّة ولخلق دعائم اقتصاد وطنيّ مستدام. كما عبر « كورنارو » عن التزام الجانب الأوروبي بتعزيز التعاون والشراكة في قطاع التعليم والتكوين، ودعم بعث المشاريع المبتكرة والأنشطة الثقافية والمدنية والجمعياتية لتمكين الشباب من فرص واعدة للنجاح.

التحرير:

ماذا تريد أوروبا من تونس؟ تريد شبابها؟ 

نعم المستعمر الأوروبي يريد شباب تونس وطاقاتهم ليسخّرهم، يريدهم عبيدا يشتغلون في مصانعه، يريدهم قوى عاملة يبني بها قوّته، 

الوزير التونسيّ (جدّا) فرح مسرور بمستوى الاهتمام الأوروبي بشبابنا، ولا يرى مانعا من تقديمهم له، 

الوزير يتكلّم بلغة الذّليل التابع، مسرور بدعم أوروبا ويدعوها شريكا (هكذا)، نعم الوزير يعتبر أوروبا شريكا، فعن أيّ شراكة يتحدّث، أوروبا هذه هي التي استعمرت تونس وحطّمتها تحطيما، هي التي صنعت مآسينا وآلامنا ويعتبرها الوزير شريكا، أوروبا هذه هي التي تنهب ثرواتنا وهي التي تكبّلنا بالقروض الربويّة المهلكة ويعتبرها الوزير شريكا وصديقا. أوروبا هي التي فرضت على تونس سياسات التبعيّة وجعلتها لا تملك من الأمر شيئا، 

أوروبا اليوم في أزمة حادّة بسبب الحرب في أوكرانيا،         

يزعم هذا الأوروبيّ أن الهدف هو مواصلة دعم الشعب التّونسي، فماذا حصدنا من دعم أوروبا لتونس طيلة عقود غير الذلّ والانكسار؟ فماذا حصدنا من دعم أوروبا لتونس طيلة عقود غير التبعيّة والأزمات؟ 

أين نحن الآن؟ ما وضعنا؟ نحن في أزمة خانقة بل قاتلة الجوع يتهدّدنا، واليأس يملأ القلوب ويُحبط العزائم، أليس هذا من جرّاء « الدّعم » الأوروبي؟

  أن أوروبا ستواصل دعمنا في مجال التّعليم من أجل خلق فرص للشباب. وإذا ترجمنا هذا الكلام، بلغة الوقائع، أوروبا وضعت أياديها الآثمة على تعليمنا من أجل صناعة أياد عاملة ماهرة تستطيع الاشتغال بما تحدّده الشركات الأوروبيّة، فخلق الفرص للشباب هو في الحقيقة خلق الفرص للشركات الأوروبيّة بتوفير أياد عاملة ماهرة ورخيصة وانظروا إن شئتم إلى مراكز التّسويق الاليكتروني في تونس مثلا، فهي تشغّل الآلاف من أصحاب الشهادات لفائدة الشركات الأوروبيّة بأبخس الأثمان. 

هذه هي إحدى حقائق الدّعم الأوروبي لتونس، أوروبا تضخ الأموال لا لتخفيف آلام التونسيين، فهذا آخر ما يمكن أن يفكروا به، إنما لاستمرار استخدام هذا المال المسموم في حرف مسار الثورة وشراء ذمم القادة والمسؤولين والحكومات الوظيفية المرتبطة، وضبط إيقاع الوقائع والمجريات على الأرض كما يهوى المخرج الأوروبي الذي يمسك الخيوط ويوزع الأدوار.

وكلمة السّرّ في مواصلة هذا الدّعم الأوروبي هي الدّيمقراطيّة، أي مواصلة التبعيّة فإعلان الجرندي أنّ تونس عازمة على مواصلة الإصلاح السياسيّ الدّيمقراطي، ما هو إلا استجابة للمشروطيّة الغربيّة على تونس، لأنّ أوروبا لا تريد تونس مستقلّة، لا تريدها أن تعود إلى تطبيق الإسلام لأنّ النّظام الإسلامي هو الوحيد الذي يُنقذ تونس من هذه التبعيّة وهو الوحيد الذي يجعل التّونسيين يستردّون بلادهم، وتغيير النّظام السياسي في تونس إلى نظام إسلاميّ يعني أيضا استقلالا في القرار ويعني تفكيرا جدّيّا في الازدهار والبناء وهذا يعني أنّ إمكانيّات تونس ستكون بأيدي أهلها،     

إن الثورة في تونس ليست مشكلتها نقص الأموال والرجال، إنما في ارتباط من حكموا أمرنا واغتصبوا سلطان أمتنا بأنظمة تمكر بالثورة وأهلها باليل والنهار ليحرفوا مسارها عن تحقيق ثوابتها ومن ثم القضاء عليها و على المخلصين من أبنائها.

وقد كان من أعظم مشاكلنا تأخر الناس في تبني مشروع واضح المعالم وعدم الالتفاف حول قيادة سياسية تحمل هذا المشروع الواضح تسير بالثورة على بصيرة وتنتشلنا من الواقع المؤلم الذي وصلنا إليه وتقودنا نحو تحقيق ثوابتنا وعلى رأسها إسقاط نظام التبعيّة والذلّ و إقامة حكم الإسلام على أنقاضه.

وختاماً، علينا التأكيد أن خلاصنا هو بأيدينا لا بأيدي أوروبا المتربّصة بنا وصانعة مأساتنا، ولا بأيدي نظام وحكومة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

CATEGORIES
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )