السبسي يتوسل الدّول الاستعماريّة أن تفي بوعودها تجاه تونس خلال قمة السبع

السبسي يتوسل الدّول الاستعماريّة أن تفي بوعودها تجاه تونس خلال قمة السبع

السبسي يتوسل الدّول الاستعماريّة أن تفي بوعودها تجاه تونس خلال قمة السبع

اجتمعت الدول الصناعية السبعة في ايطاليا يومي الجمعة والسبت 26 و27 ماي 2017 وخصّصت جلسة يوم السبت لدراسة « تحديات وفرص التنمية في إفريقيا ». حضر فيها رؤساء دول من إفريقيا كان من بينهم الباجي قايد السبسي حيث ألقى كلمة طلب فيها من الدول الكبرى مساعدة تونس ودعمها.

وصوّر الإعلام والوسط السياسي في تونس أنّ دعوة الباجي إلى اجتماع السبعة الكبار علامة صحّة وتعاف واستبشروا ب »دعم » القوى الدوليّة لتونس وللطبقة السياسيّة الحاكمة منها خاصّة. مع العلم أنّ الدول المجتمعة في ايطاليا هي عبارة عن تحالف من الدول الرأسمالية الكبرى نصبت من أنفسها وصيّا على العالم وخاصة من الناحية الاقتصاديّة وسمحت لأنفسها بالتدخّل في شؤون الدول لتفرض عليها « اتّفاقيات » لا تخدم إلا مصلحة واضعيها.

سأستعرض فيما يلي أهمّ دلالات حضور السبسي وأبرز ما جاء في خطابه:

  • حضور السبسي في الاجتماع دلالة تبعيّة وخضوع للمستعمر دون شروط. كيف؟؟

ذلك أنّ حضور الباجي لم يكن حضور القادة الفاعلين صانعي القرار، بل كان حضور الأتباع حيث:

  • عرض تقريرا عن جهده وحكومته في محاربة الإرهاب، والإرهاب ليست حربنا في الأصل إنّما هي حرب شنّها الغرب بقيادة أمريكا من أجل الهيمنة على العالم ومن أجل ضرب الصحوة الإسلاميّة العالمية والحيلولة دون قيام دولة إسلامية حقيقية.
  • ثمّ طلب «حشد دعم دولي استثنائي وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها مختلف الأطراف الدولية العمومية والخاصة، في ندوة تونس 2020، سيمكن تونس من تحقيق أشواط أكبر في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة». وليست هذه المرّة الأولى التي يتوسّل فيها السبسي من الدول الغربيّة أن تدعمه فلقد طلب في 2011 دعما في دوفيل بفرنسا ووعدته حينها الدول الغربيّة أن تعينه في الارتقاء باقتصاد البلد غير أنّ الوعود لم تتحقّق وطلب ثانية وثالثة ورابعة … من نفس الدول الغربيّة أن تفي بوعودها غير أنّ الدول الغربيّة ليس من عاداتها الوفاء بالوعود إنّا عاداتها الاستعمار والهيمنة وضمان مصالحها فقط أمّا مصلحة تونس أو غيرها من بلاد المسلمين فلا تلقي لها الدول الغربية بالا.
  • وقال السبسي إن الشعب التونسي، وخاصة الشباب، ما يزال يواصل التعبير عن مطالبه المشروعة لضمان حياة أفضل وفي مقدمتها الحق في التشغيل قائلاً: «علينا تقديم إجابات مناسبة وسريعة لشعب نفذ صبره، فخيبة الأمل وخاصة لدى الشباب، تمثل عاملاً هامًا في عدم الاستقرار». غريب أمر هذا السبسي إنّه يشكو شعب تونس أمام الدول الغربية ويبرّر الاحتجاجات التي ملأت البلاد جنوبا وشمالا. ويطلب من الدول الغربية أن تسرع في تلبية الطلبات خوفا أن تخرج الاحتجاجات عن السيطرة !!! أرئيس دولة هذا أم موظف لدى الدول الصناعية السبعة؟؟؟ يقول « علينا » يتكلم بنون الجماعة فما دخل الدول الغربية في احتجاجات تطاوين أو دوز وقبلي أو السواسي والقيروان ….. ثمّ أليست الشركات الغربيّة هي التي تسيطر على الثروات الباطنيّة في تونس؟ أليس هي من سرق ثروة تونس بالرشوة والفساد؟؟
  • ولم يفوّت السبسي فرصة عرض شباب تونس وعقولهم في سوق الاستثمار (النخاسة) الدولي هذا فقال : »أن التحدّي الأكبر لتونس في تثمين الموارد البشرية، التي تمثل الثروة الحقيقية والمحرك الرئيسي للتجديد، والمراهنة على القدرات البشرية وخاصة الشباب منهم لرفع تحديات القرن 21. وأضاف بالقول: «مسؤوليتنا تكمن في إعداد شبابنا ليكون على نفس مستوى أقرانه في البلدان المتقدمة»،  السبسي يطلب من كبار قادة العالم أن يعطوا فئة الشباب الأولوية (هكذا) بتخصيص منح دراسية والالتحاق بأفضل مراكز البحوث في العالم. هكذا يُلقي السبسي إلى المستعمر بفلذات أكبادنا، بطاقة الشباب وعقولهم للغرب ويطلب منهم تكوينه وتدريبه. فعلى أيّ شيء سيدرّبهم كبار قادة العالم الاستعماريّون؟ القادة الاستعماريّون تمكنوا من الهيمنة على العالم لأكثر من قرن ونصف لأنهم تمكنوا أولا من غزو العالم فكريا وثقافيا ولأنّهم استطاعوا تكوين قيادات من داخل الدول يصنعونهم على أعينهم ليكونوا عملاء لهم يضمنون بهم السيطرة. ومن عجيب أنّ رئيس تونس وأمام الملأ دون أن يستحي أو يخجل يعرض شباب تونس لمجرمي العالم ليكونوا خدما لهم.
  • حضور السبسي إهانة لتونس وشعبها:

لماذا دعت ايطاليا تونس ومجموعة من الدول الإفريقيّة؟

في الاجتماع تمّ تحديد دور تونس، ويتمثّل في أن تكون جدارا خلفيّا يحمي أوروبا من موجات الهجرة السّريّة، وهو دور مرّره السبسي بعد أن فرضته أوروبا وها هو السبسي يطلب من أوروبا أن « تعينه » على ضمان أمن أوروبا ويُحذّرها أنّ عدم الاستقرار في تونس قد يهزّ أمن أوروبا. أي أنّ تونس كما البلاد الإفريقية بإدارة الأحزاب العلمانيّة لن تكون إلا مجرّد ذيل للدول الأوروبيّة وفي أفضل الأحوال حارس لمصالح الدول الأوروبيّة.  هكذا وضعنا السبسي في ذيل الأمم وهذه هي الوضعية التي يبشّر بها كلّ الوسط السياسي في تونس. وضعية الدون والمهانة. فيكفي أن تشير ايطاليا للسبسي بإصبعها فيهرع لتقديم الولاء والطاعة لمجموعة دول غارقة في الجريمة تجاه الإسلام والمسلمين يعرض خدماته

وفي الختام فإنه لأمر جلل أن يوضع المسلمون في تونس وإفريقيا موضع المهانة والذلّ: تسرق الدول الأوروبية الاستعمارية ثرواتهم وتضيّق عليهم معايشهم، ثمّ تحبسهم في بلادهم وراء الأسلاك الشائكة يحرسهم حكام عملاء حتى لا يُهاجروا يقلقوا راحة السيد الأوروبي.

إنّه لن يخرجنا من وضع المهانة إلاّ اقتلاع عقليّة التبعيّة من الأذهان وإنّ تونس التي انطلقت منها ثورة الأمّة الإسلاميّة، لن يرضى رجالها أن يكونوا خدما لأوروبا التي ينخرها السوس. وإنّ من تونس تأتي البشائر…………….    

 

 

CATEGORIES
TAGS
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus ( )